نجح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بأغلبية ساحقة بعد أن تعهد للشعب تعهدات يراها الشعب غاية بينما يراها بعض أنصاره من (اللوردات) مجرد وسيلة، مايضع الرئيس أمام اختلاف أهداف من صوت ومن دعم !!
وهنا أتساءل :
هل سيختار الرئيس رجالا من النوع الذي يرى (البرنامج) غاية وماسواه مجرد وسيلة لتحقيق تلك الغاية، أم سيخار من يرون مصالح (اللوردات) هي الغاية بينما الشعب وموارده مجرد وسائل لتحقيق تلك الغاية ؟!!
الرئيس يواجه مشكلة اختيار حقيقية، خاصة إذا علمنا أن الجامعة لن تسعفه. فأغلب الطبقة السياسة تستمد نفوذها من القبائل لا من الجامعة، وليس للجامعة صلة بالسياسة ولا بالمجتمع ولا بالإنتاج عكس ما في بلدان ديمقراطية أخرى.
وهناك آراء متشائمه تقول إن الجامعة تحتاج هي الأخرى إلى بعث من رمادها، وأنها ليست غائبة عن الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية فحسب بل مغيبة كذلك عن المعارف !!
ألئك يرون أيضا أن غياب دور الرجل الجامعي هو ماسمح لرجل الشارع بالحلول محله عبر الفيديوهات والتسجيلات المغرضة إلى درجة أن تلك الفيديوهات والتسجيلات باتت تشكل تهديدا للأمن حتم مؤخرا قطع الأنترنت، وقد يتسبب في أضرار مستقبلية أخرى !!
والماكينة الحزبية هي الأخرى ليست جهازا فعالا للمعالجة ولا للإختيار في ظل استفحال الشخصنة وغياب المعايير المجردة الموضوعية.
مهمة الإختيار المذكورة إذن مهمة شاقة تتطلب من الرئيس الإبتعاد عن المضللين والمفسدين، والإبتعاد كذلك عن الفلسفة الوجودية لدى (سارتر) وغيره.