في 24 يونيو/حزيران الحالي بثت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) عبر قناتها على تطبيق تيلغرام فيديو يتضمن استهداف آلية هندسية إسرائيلية بصاروخ موجه غرب منطقة تل زعرب بمدينة رفح في قطاع غزة، وأظهرت المشاهد استخدام صاروخ جديد أطلقت عليه "السهم الأحمر"، ويبدو أن هذا الإطلاق بمثابة تدشين رسمي له من قبل المقاومة، بعد 9 أشهر من الحرب.
أظهر مقطع الفيديو إصابة دقيقة للآلية المستهدفة (آلية هندسية من نوع أوفك)، ومسارعة جنود كانوا بجانبها، إلى الهروب.
هذا النوع من الصواريخ يحمل اسم "أتش جي – 8" وهو من إنتاج صيني بالأساس، وتبلغ دقته 90%، إذا كانت الظروف مواتية. واستخدامه في تلك اللحظات الفارقة، التي تمر بها المعارك في غزة، يمثل مفاجأة غير سارة لجيش الاحتلال، ويوحي بأن الأنفاق لا تزال -على قساوة القصف الرهيب- تحتفظ بالكثير من الأسرار الإستراتيجية، وأن جعبة أسلحة فصائل المقاومة لم تنفذ بعد.
ما هو السهم الأحمر؟
يعد السهم الأحمر من الصواريخ المضادة للدبابات، التي تتميز بخاصية "القيادة شبه الآلية لخط البصر" أو اختصارا "ساكلوز" (SACLOS)، وهي طريقة لتوجيه الصواريخ، توجب على المشغّل البشري أن يحافظ على الهدف في مرمى بصره أثناء طيران الصاروخ، بغية تصويب الحركة من خلال وحدة هندسية وعمليات حسابية ترصد أي انحراف للصاروخ عن خط الرؤية، واحتمالية تشتته عن هدفه، وخلال ذلك تُرسل أوامر التصحيح أولا بأول لضبط مساره.
لكن هذه النسخة من السهم الأحمر التي يستخدمها القسام، فإن التوجيه يكون سلكيًّا، حيث ينطلق الصاروخ وهو متصل بأسلاك رفيعة يتم عبرها التحكم في مساره وتوجيهه نحو هدفه بشكل صحيح.
والميزة الأهم لتلك الوحدة الصاروخية، أنها تتسم بالمرونة، التي تمكّنها من العمل عبر الكثير من منصات إطلاق الصواريخ، بما في ذلك المنصات الثابتة ذات الحوامل المعدنية، وكذلك المركبات والمروحيات والسفن البحرية المزودة بمنصات إطلاق.