في هذا الرجل تجتمع الأخلاق الحميدة .. كرمه وعطفه وحنانه وابتسامته
كانوا بمثابة سحب أمطرت على حياة الكل كبيرهم وصغيرهم ..
زرع حبه في قلوب كل من عرفوه بشخصيته النادرة المميزة ..
كان يحب الخير وسبّاقا لفعله .. وكان التواضع صفة ترافقه في كل مجلس ..
مع أنّي كنت صغيرة جدا إلا أنني لم أنسى ملامحه وأسلوب المداعبة
الذي كان يعاملني به .. تزداد سعادتي أثناء تواجدي بقربه ..
فلديه جملة لم تفارق مسامعي يقولها كل ما حاول أحدهم ضربي على
فوضى أثرتها أنا أو إخوتي .. ( حد يبغي شي امونك عندي لا ايبكّيهم
ايخليهم عنّو )
ولد الخال الغالي سنة 1958م .. حفظ القرآن العظيم وهو لا يزال صغيرا ..
بعد نيله للباكالوريا العلمية انتقل إلى العراق لدراسة علم الأشعة
والتصوير الطبي ..
بعد ذلك انتقل في بداية الثمانينات لدراسة الطب العام في جامعة ( فيتبسك )
في الإتحاد السوفيتي ..
بعد تخرجه دكتورا في الطب العام تم تعيينه كمدير لمركز الاستطباب في بوكٌى
كما خدم بعد ذلك في المستشفى الوطني خصوصا في قسم الطب الباطني ..
كان شغله الشاغل هو الحرص على علاج المرضى والإطمئنان عليهم حتى
في الأوقات الخارجة عن توقيت العمل .. كان ينفق على ذوي الحاجة منهم
ويتكفل بعلاجهم ..
كان الخال الغالي يعاني من مرض قلبي .. لكن قلة من يدرون بذلك
وفي رحلة مع صديقه العزيز أحمد يعقوب ولد الخرشي رحمه الله اقترب الأجل ..
و دخل الخال الغالي في غيبوبة و في طريقه إلى المستشفى الوطني لفظ
أنفاسه الطاهرة .. وصعدت روحه المطمئنة إلى مليكها ( يوم 25 سبتمبر 1992 م ) ..
غابت شمس ذلك اليوم مخلفة وراءها ظلام حزن خيّم على قلوب الكل
فلم تعد تدري أي الباكين أقرب للمرحوم فالكل يحبه ويعتقد أنه يخصه وحده ..
كل ذلك الحب كان عاكسا لشخصية نادرة خَلقا وخُلقا ..
رحم الله الخال الغالي الدكتور محمد البخاري ولد أحمد بزيد ولدحياني ولد ألمين ولد النّونُّ
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ...
نقلا عن صفحة الأخت الفاضلة : ابوهتي محمد الأمين النون