إعلانات

الكاتب و المؤرخ أحمد حسنه القاضي .. يعزي في رحيل الأخت المامية منت محمد أعل

ثلاثاء, 28/05/2024 - 20:48

في المنفى الذي اخترت بفرنسا وصلني نعي ابنة العم الفاضلة ، الفتاة الحسناء ، الطاهرة ، النزيهة ،  النبيلة ... المامية بنت محمد ولد اعل الملقب اعلاتي ولد عبد الله ولد اعل الملقب اغموك ولد محمد ولد اعل ولد أحمد ... التي توفيت في عز شبابها بعد رحلة قصيرة في الحياة و لكنها مليئة بمكارم الأخلاق و الطهر و النبل و العطاء ... كانت هذه الحورية بشوشة و خلوقة و طاهرة ... رغم كل اكراهات الواقع المر التي يعيشها مجتمعنا .
عملت في مركز الحالة المدنية في مقاطعة لكصر و قد حاولنا فيما مضى تحوليها إلى مركز الحالة المدنية في لاس بالماس لتلقي العلاج و لكن المحاولة باءت بالفشل بسبب انتشار الفساد و المحسوبية و الرشوة ... في كل مؤسسات الدولة .
عمِلت بصمت رغم المرض و الظلم ... حتى ارتقت إلى الرفيق الأعلى اليوم بمستشفى القلب في انواكشوط غير بعيد من مكان ميلادها في ثكنة المغاوير بقاعدة اجريدة حيث كان يعمل والدها في بداية السبعينات .

يُظن أن فؤادي غير ملتهب @@ و ان دمع جفوني غير منسكب @@ بلى و حرمة من كانت مراعية @@ لحرمة المجد و القصاد و الأدب @@ و من مضت غير موروث خلائقها @@ و إن مضت يدها موروثة النشب @@ و همها في العى و المجد ناشئة @@ وهم اقرانها في اللهو و اللعب @@ يعلمن حين تحيّا حسن مبسمها @@ وليس يعلم إلا الله بالشنب @@ و إن تكن خُلقت أنثى لقد خُلقت @@ كريمة غير أنثى العقل و الحَسَبِ @@ و إن تكن تغلبت الغلباءُ عنصرها @@ فإن في الخمر معنى ليس في العِنَبِ @@ فليت طالعة الشمسين غائبة @@ وليت غائبة الشمسين لم تغب @@ و ليت عين التي آب النهار بها @@ فداء عين التي زالت ولم تؤُبِ 
إن غياب هذه الفتاة المفاجئ عن دنيانا ترك غصة في نفوسنا و ألمًا في قلوبنا و حسرة على تقصيرنا ... لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله و كلنا عزم و تصميم على تغيير واقع مر و بائس لمجتمعنا الذي يئن تحت آلام الفقر و الغبن و الحيف ... مع أن ارضنا مليئة بالمعادن النفيسة ، و قام خونة الوطن بتسليمها للشركات الأجنبية لنهب ما في باطن أرضنا التي دافع عنها آبائنا و من بينهم جد الفقيدة المجاهد اعلاتي ولد اعل ولد أحمد الذي شارك في كل المعارك الجهادية ( دمان ، توجنين ، ام التونسي ...) و اخيرا كان أحد قادة جيش التحرير الذي اشتبك مع الفرنسيين سنة 1956م و جرح جروحا بليغة .
الرحمة و الغفران لفقيدتنا و لكل موتانا و الخزي و العار لكل خونة الوطن الذين لم يشيدوا صروحا طبية لخدمة أبناء هذه الأرض .

المقدم البحري 
احمد ولد حسنه 
فرنسا 28-05-2024م