سئلت أكثر من مرة لماذا لا تكتب في موضوع مقاومة الاستعمار ومهادنته خصوصا وأنه حديث الساعة في مواقع التواصل الاجتماعي؟
ليست عندي مشكلة في الكتابة في أي موضوع إذا توفرت لي مراجعه ومصادره. لكنني أرجئ الكتابة في هذا الموضوع بالذات حتى تهدأ النفوس ويخف انتصار كل طرف لرؤيته بالشكل الحدي الموجود حالا. هذا رأيي وهو قابل للصواب والخطأ.
كانت هنالك مقاومة في بلادنا، وكان هنالك جهاد للفرنسيين، ولم يكن المقاومون لصوصا ولا قطاع طرق.. وكان هنالك من هادنوا الاستعمار ولم يكونوا خونة ولا أذنابا، وهذا كله يمكن تبيانه والتدليل عليه بالعودة إلى الوثائق والنصوص التي أنتجت في تلك الفترة. وكان في كلا الطرفين علماء جهابذة وفقهاء متميزون وأبطال شجعان. يمكن أن نقرأ ما حدث في هذه الفترة من تاريح بلادنا بهدوء وإنصاف وفهم وتفهم يعطي لكل ذي حق حقه. ليس من الضروري لمن يقرأ الظواهر الاجتماعية أن يصطحب معه سوطا يضرب به ذات اليمين وذات الشمال، ويجلد هذا ويركل ذلك. اصطحاب السوط إذا كان لا بد منه فهو لتأديب الصغار الأحياء، وليس لفهم ظواهر سلفت ومضت وأهلها قدِمُوا على ما قَدَّموا.
نقلا عن صفحة الأستاذ الدكتور : سيدي أحمد ولد الأمير