يكشف التعبير الدارج "هذه نسخة مصغرة مني" عن وجود ميل نرجسي لدينا جميعا، وهي سمة قد تحدد كذلك ملامح حياتنا العاطفية، كما يقول الصحفي العلمي دافيد روبسون.
إذا ما ذهبت إلى أي متنزه، فسترى هذه الظاهرة الغريبة المتمثلة في وجود تماهٍ كبير بين الكلاب وأصحابها. فقد تتجسد هذه الظاهرة في صورة رجل ملتحٍ متمرد على الثقافة السائدة يصطحب كلبا أشبه بكتلة من الفراء، يبدو كأنه ذهب إلى مصفف الشعر نفسه الذي يتوجه إليه صاحبه. أو ربما ستجدها في هيئة شخص مولع بالقتال يحمل كلبا من سلالة البولدوغ الشرسة.
وقد يكون الأمر متعلقا بامرأة رياضية تركض متمهلة، وفي يدها حبل ينتهي بكلب من سلالة كلاب الصيد الأفغانية، بينما تصلصل الأقفال اللامعة التي تقبض على رقبة الكلب باستمرار، في غمار رياح لا تنقطع.
إذاً، لماذا يختار الناس كلابا تشبههم أكثر من غيرها؟ الإجابة على هذا السؤال أبعد ما تكون عن السطحية، بل إنها ربما تعطي المرء منّا القدرة على إدراك بعد جديد لذاك الرابط القوي الذي نبلوره مع أصدقاء من ذوات الأربع.
في واقع الأمر، ثمة بعض أوجه الشبه الغريبة وغير المتوقعة بين تلك الروابط وبين الطريقة التي نختار بها شركاء حياتنا؛ من البشر هذه المرة.