كشف موقع "أفريكا إنتلجنس"، أن انقلابا جرى خلف الكواليس، أدى إلى توحيد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والسنغالي ماكي صال، جهودهما ضد شركة بريتيش بتروليوم البريطانية "BP"، في شأن المفاوضات حول حقل غاز السلحفاة- آحميم المشترك بين البلدين الجارين.
وتقدر احتياطات حقل السلحفاة- آحميم المشترك بين موريتانيا والسنغال، من الغاز الطبيعي بـ 25 تريليون قدم مكعب.
وقال الموقع الرائد في كشف تفاصيل خفية بين صناع القرار، إن الرئيس الموريتاني ونظيره السنغالي وحدا جهودهما للضغط على شركة "BP" البريطانية الكبرى، بشأن إدارتها لتكاليف مشروع الغاز الطبيعي المسال عبر الحدود.
وأشار الموقع إلى أن العواقب المترتبة على التنسيق بين موريتانيا والسنغال الذي سماه بـ"الانقلاب"، ستكون كبيرة بالنسبة لمجموعة النفط البريطانية.
وفي 19 يناير الماضي، أعلنت موريتانيا والسنغال بعد اجتماعات عمل على مدى يومين، الاتفاق على إجراء تدقيق مالي لتكاليف مشروع السلحفاة آحميم الكبير لتطوير موارد الغاز المشترك.
جاء الإعلان وقتها عن ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة السنغالية داكار بين وزير البترول والمعادن والطاقة الموريتاني الناني ولد اشروقه، ونظيره السنغالي، أنطوان فيليكس عبدواللاي ديومي، للتعليق على نتائج اجتماعات اللجنة الاستشارية السنغالية الموريتانية المشتركة بشأن تطوير حقل السلحفاة أحميم الكبير للغاز المشترك بين البلدين.
وقد عقد الوفدان اجتماعات عمل يومي 18 و19 يناير 2024 في داكار، ضمن المتابعة المشتركة لتطوير موارد الغاز لحقل السلحفاة آحميم الكبير (GTA) في إطار جدولة إجتماعات اللجنة الاستشارية المشتركة للمشروع.
وأتاحت هذه الاجتماعات التشاورية الدائمة بين البلدين تقييم الأثر الإجمالي للتأخر المسجل في تنفيذ المشروع وارتفاع تكلفته.
وسجل المشروع تعثرا واضحا منذ تأخره عن المتوقع 28 شهرا، بعد أن كان الموعد المحدد لبدء إنتاج الغاز شهر إبريل 2022، إضافة لزيادة تكاليف عمليات تطوير المشروع.
وأكد الوزير الوزير الموريتاني خلال المؤتمر الصحفي على تناسق الجهود بين البلدين في مجال تطوير الحقل المذكور، بوصفه مشروعا استراتيجيا وحيويا بالنسبة للبلدين، مضيفا في هذا السياق أنه تم وضع كافة الوسائل اللازمة لذلك، بما في ذلك وضع نظام فني وضريبي مشترك لتطوير المشروع.
وأضاف الوزير أن اللجان الفنية تشرف على مراقبة تطور المشروع وضبط تكاليف منشآت الاستغلال من أجل استدامة وجدوى المشروع مع إعطاء أولوية قصوى للحفاظ على المصالح الاقتصادية للبلدين.
وفي سياق تنسيق الجهود، بين موريتانيا والسنغال، التقى ولد الشيخ الغزواني، ماكي صال مرتين خلال الشهر المنصرم، آخرها على هامش القمة الإيطالية الإفريقية بروما، يوم 29 يناير، والثاني في 12 من الشهر ذاته حيث استقبل الرئيس الموريتاني نظيره السنغالي في نواكشوط، ضمن زيارة عمل قام بها الأخير لموريتانيا.