مركز الدجال : يحظيه ولد داهي.. مركز ظاهره فيه الرحمة، وباطنه من قبله العذاب، ما إن تقترب من المركز حتى تصم آذانك مكبرات الصوت، تصدح بآيات مكررة من القرآن الكريم، تدخل إلى المركز فتجد ما بالداخل مناقض تماما للمظهر الخارجي، حيث تفاجؤك المخالفات التالية، والتي تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والقوانين المعمول بها.
ـ أولا: الخلوة غير الشرعية، حيث تشاهد في أروقة المنزل، وحجراته خلوات بين رجال، ونساء، وجدن في هذا المركز الملاذ الآمن للقاء.
ـ ثانيا: الاختلاط الوقح بين الرجال والنساء، في جو يطبعه الهرج، والمرج، والزحام بين الجنسين، وأصوات غريبة، دون وازع من دين، أو رادع من قانون.
ـ ثالثا: التجمهر غير المرخص، حيث يتجمع العشرات كل مساء عند هذا المنزل المشبوه دون ترخيص من السلطات الإدارية بالتجمع، ودون حماية للمتجمهرين،
اللاهثين خلف سراب " الاحتيال" هو الوصف الأدق لذاك المشهد المخزى ، حيث إن معظم من يرتادون هذا المركز أكدوا في شهادات لهم أن النصاب : يحظيه ولد داهي يأخذ أموالهم، ويعدهم بالشفاء من كل الأمراض، ثم يختفي، ولا يأتي للمنزل إلا نادرا، وأكد هؤلاء أن الدجال : ولد داهي يأخذ من كل شخص مبالغ مباشرة، تتراوح من 2000 إلى 4000 أوقية، كرسوم للدخول عليه ، وبعد ذلك، يأخذ منهم مبالغ تتراوح من 50000 إلى 300000 بغض النظر عن طبيعة مرضهم، ولا يعيد لهم منها أي شيء في حالة عدم الشفاء من المرض، وهو ما يخالف حكم الجـُعل في الشريعة الإسلامية.
أمام هذا الواقع المريب ، وبين عشية وضحاها، تحول النصاب : يحظيه ولد داهي من حاف عار، يعمل سائقا للتاكسي في انواكشوط، وبائع متجولة للهواتف المستعملة في نقطة ساخنة إلى ثري ثراء فاحشا، يزداد يوما بعد يوم ، على حساب آلام المواطنين، الذين يـُخيل لهم الدجال : يحظيه أنه يـُبرئ الأكمه، والأبرص، ويحيي الموتى، في حين أن المهنة الوحيدة التي أتقنها يحظيه ولد داهي هي الاحتيال، والنصب، والتغرير بالمواطنين, والتربح على حساب ضعفة العقول و إذلال النساء وضربهن وبيع الطلاق لهن .