نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعدته نانسي يوسف قالت فيه إن إسرائيل تواجه صعوبات في تدمير شبكة أنفاق حماس بغزة.
وبحسب مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين فإن نسبة 80% منها لا تزال سليمة، رغم أسابيع من محاولات التدمير. وتعول إسرائيل على تدمير شبكة الأنفاق تحت الأرض كهدف من أهداف الحرب تقوم من خلاله بقتل أو القبض على قادة حماس وتحرير الرهائن لديهم.
وقالت إسرائيل إنها قامت بغارات ضد مستشفيات وبنى تحتية أخرى لتحقيق هذا الهدف. وتقول الصحيفة إن تفكيك شبكة الأنفاق التي تمتد على مساحة 300 ميل أو نصف شبكة أنفاق قطارات نيويورك، سيحرم حماس من الأمن النسبي وتخزين الأسلحة والذخيرة وأماكن لاختباء المقاتلين والقادة والقدرة على المناورة والتحرك في القطاع بدون تعريض أنفسهم للنيران الإسرائيلية.
وحاول الاحتلال الإسرائيلي البحث عن عدة طرق لتدمير الأنفاق مثل تركيب مضخات لإغراقها بماء البحر المتوسط، وتدميرها عبر غارات جوية ومتفجرات سائلة والبحث فيها من خلال كلاب الأثر التابعة لوحدة الجيش واستخدام الروبوتات حيث يتم تدمير مداخل الأنفاق ثم مداهمتها من خلال فرقة عالية الخبرة والتدريب.
واستشهد منذ بداية الحرب على غزة أكثر من 26 ألف فلسطيني. ولا تعرف الولايات المتحدة ولا إسرائيل حجم التدمير الذي حصل على الأنفاق وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على القتال.
ويقدر المسؤولون من الطرفين أن نسبة 20- 40 بالمئة تضررت أو لا تعد صالحة للاستخدام، ومعظمها في شمال غزة. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن إسرائيل "تقوم بتفكيك شبكة الأنفاق تدريجيا وبشكل عميق".
"فشل مضخات مياه البحر"
وفي العام الماضي ركب الاحتلال الإسرائيلي في عملية أطلقت عليها "بحر الأطلنطيس" سلسلة من المضخات في شمال غزة، رغم المخاوف من ضخم مياه البحر على نظام مياه الشرب في القطاع، وأدى ضخ المياه إلى تدمير المباني فوق الأنفاق. وركبت إسرائيل بداية هذا الشهر مضخة واحدة في مدينة خانيونس، جنوب القطاع، بحسب مسؤول على اطلاع بالجهود.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المضخات الأولى ضخت مياها من البحر أما المضخات الأخيرة فقد ضخت مياها من إسرائيل. وفي بعض الأماكن أوقفت الجدران وحواجز أخرى تدفق المياه، بحسب المسؤول الإسرائيلي. وأدت المياه الحلوة إلى تآكل بعض الأنفاق إلا أن الجهود لم تكن ناجحة بشكل عام، كما يقول المسؤول الأمريكي.
ويقول ميك مولروي، مساعد وزير الدفاع السابق والضابط في المارينز والاستخبارات الأمريكية: "تدور استراتيجية حماس حول الأنفاق، فهي مركز الجذب وهم بحاجة للأنفاق من أجل معادلة ميزان المعركة مع الجيش الإسرائيلي".
ولدى الاحتلال الإسرائيلي وحدات للبحث عن الأنفاق لكن معظمهم من المهندسين وليست مهمتهم البحث عن الرهائن أو قادة حماس، وهي بحاجة لمزيد من القوات لتنظيف الأنفاق، بحسب قول المسؤولين.
ويعتقد الاحتلال الإسرائيلي أن بعض الأسرى محتجزون في "مراكز القيادة" في خانيونس وأن زعيم حماس، يحيى السنوار مختبئ معهم، بحسب زعمه.
ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون ومحللون سياسيون إن عملية على مركز القيادة هذا يهدد حياة الأسرى بالخطر.
وتناول التقرير الصعوبة البالغة التي تواجه الاحتلال في التعامل مع الأنفاق، خشية أن يكون بداخلها أسرى.
وتابعت بأن "المعضلة هي القيام بعملية وقتل السنوار أو التفاوض لتحرير بعض الرهائن". وتابع: "قال المسؤول إن نهج الجيش قائم على تنظيف عقد داخل شبكة الأنفاق حيث يختبئ مقاتلو الحرية، وليس تدمير كامل الشبكة".
وعلق المسؤول بأنها "عملية معقدة وتتم ببطء وبحذر، وهي حرب شوارع لم تحدث في أي مكان في العالم". وحتى البحث عن السنوار وبقية الرهائن هي مهمة صعبة، كما يقول غيرشون باسكين الذي شارك في صفقة عام 2011 والتي أدت إلى تحرير المجند غلعاد شاليط مقابل آلاف من السجناء الفلسطينيين. وقال: "أمر لا يصدق أن هذه هي حديقة إسرائيل الخلفية ولا تملك عنها إلا القليل من المعلومات الاستخباراتية".