إعلانات

معادن نفيسة تزخر بها بلادنا .. يهددها الإهمال وأطماع الأجنبي ( تقرير فني نفيس )

جمعة, 22/12/2023 - 17:37

ان موريتانيا لديها مخزون كبير من اليورانيوم في عدة مناجم  تم التعرف عليها منذ 1959  ففي الشمال الشرقي من مدينة ازويرات اجرت شركة اسنيم في الثمينينات  رفقة فنيين فرنسيين  بحوثا تنقيبية بينت وجود المعدن المشع بكميات تجارية كبيرة ، لكن البحوث والنوعيات لم تحتفظ  شركة اسنيم بنسخ منها ، وارسلت الي مختبرات فرنسية  وقد ادعي الطرف الفرنسي انه شحن كل تلك البحوث والنوعيات وان الباخرة الحاملة له   غرقت  ؟

واليورانيوم، وهو عنصر معدني مشعّ، له العديد من الاستخدامات، بما في ذلك معالجة أمراض السرطان والصناعة البحرية والأسلحة، إضافة إلى الطاقة النووية.

وقبل  خمس سنوات  تم توقيع  اتفاق بين الحكومة المريتانية و شركة استرالية  تدعي  “أورا إنرجي” Aura Energy المدرجة في السوق الأسترالية للأسهم  ASX،  وقد قامت الشركة بعدة بحوث  في عدة مواقع   قالت انها واعدة  ماجعلها تعد بالبدء في الانتاج  في الجزء الاخير من هذه السنة 2023   والانصباء  مقسمة على 85%  للشركة ااسترالية ،  مقابل15% للوكالة الموريتانية للبحث الجيولوجي  ، وتعتزم الشركة المشغلة إنتاج 12.4 مليون رطل من U3O8 على مدى 15 عامًا. والرطل يساوي 453,5 اغرام .

وتفيد الدراسة التي نشرت الشركة نتائجها  بتاريخ  14 /فبراير 2023  إلى ارتفاع الاحتياطي من اليورانيوم بنسبة 10%؛  عن التقديرات وقت  توقيع الاتفاق ، أي بزيادة 5 ملايين رطل، ليبلغ إجمالي احتياطي المشروع 56 مليون رطل بتركيز 254 جزءًا من المليون من ثلاثي أكسيد اليورانيوم، توجد من ضمنها 8 ملايين رطل من الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة من أكسيد ثلاثي اليورانيوم، بتركيز متوسط يبلغ 336 جزءًا من المليون ،  والمشروع حسب تقديرات الشركة من اقل المشروعات  تكلفة اذ لا يتجاوز الاستثمار المتوقع له   75 مليون دولار وحجم مخزون الاحتياطي الكبير الذي تم اكتشافه في المنجم (56  مليون رطل من اليورانيوم، تحت عمق 5 متر فقط تحت سطح الأرض). وحسب خبير الطاقة الموريتاني احمد طالب : فان شركة  الوطنية للصناعة والمناجم تستطيع  بمقدرتها المادية ان توفر هذا المبلغ،  وتعقد شراكة مع الشركة الاسترالية  لضمان السيطرة علي هذه المادة الاستراتيجية والقليلة عالميا  ،  او تنفرد  باستغلاله  ، فتكلفة المشروع انما هي   (23) مليار أوقية وبامكان  الشركة  الوطنية  للصناعة  والمناجم (سنيم )  تمويل واستغلال هذا المشروع فلديها تجربة اكثر من نصف قرن من استخراج المعادن ويمكنها شراء معدات الاستخراج من السوق الدولي والاستعانة بمهندسين أجانب في المراحل الأولى ريثما يتم تكوين الكادر الوطني، وبذلك ينقطع  مسار المماطلة الذي تمارسه  الشركة الاسترالية منذ 5 سنوات  للبحث عن شريك يمول  بناء مصنع الانتاج.

إن أرباح شركة سنيم تزيد على 200 مليار أوقية سنوياً فتكفي لتمويل عشرات المشاريع المشابهة . والتكلفة المنخفضة للمشروع  تجعل إنجازه ممكنا  في وقت وجيز ، أضف إلى ذلك أن معدن الفاناديوم الذي قد ينتج ثانويًا في المنجم سيكون بمثابة عائد إضافي مهم.  وصناعة اليورانيوم على أعتاب الانتعاش بعد مدة طويلة من الكساد  ويتوقع أن ترتفع أسعار اليورانيوم بشكل متزايد بعد أن بدأ العالم باعتماد الطاقة النووية في محاولة للتخفيف من تغير المناخ، ويجب ان يدفع ذلك موريتانيا  الي ان تبدا استغلال مناجمها من اليورانيوم    القريبة من السطح  والقريب مكان انتاجها  من اسواق القارة العجوز المتجهة الي الطاقة النظيفة والاستغناء عن الطاقة المنتجة من الغاز او النفط او الفحم الحجري .

قالت شركة أبحاث السوق والاستشارات “يو.إكس.سي”،الثلاثاء، 01/08/2023   إن سعر المعاملات الفورية لليورانيوم الخام المستخدم على نطاق واسع في الطاقة النووية وعلاج مرضى السرطان ارتفع إلى 56.25 دولار للرطل (453 غراما)، الاثنين،31/07/2023   من 56.15 دولار قبل أسبوع. وارتفع السعر خلال السنوات الثلاث الماضية إلى المثلين لكنه لم يبلغ 60  دولارا التي هي الحد الافضل  للاستثمار  واعلي سعر لليورانيوم  سجل سنة 2007 عندما بلغ   140 دولارا للرطل ، لكن مستوي التوقعات الاستهلاكية يوحي بالارتفاع  ما سيؤدي لا محالة الي رفع الطلب  فارتفاع الاسعار  .

تُعتبر النيجر سابع مورد عالمي لليورانيوم ويُعد الخام المشع من الصادرات الرئيسية للنيجر، وقد أدى، على مر السنين، إلى تسليط الأضواء العالمية على البلاد – وكان ذلك أكثر شهرة في عام 2003، عندما شكلت المعلومات الاستخبارية الملفقة حول شراء عراقي محتمل لـ 500 طن من اليورانيوم النيجيري “الكعكة الصفراء” جزءا من رواية الولايات المتحدة لتبرير شن الغزو على العراق.، والعام الماضي، أنتجت النيجر، التي تمتلك خامات اليورانيوم من الدرجة الأولى من ناحية الجودة، 2020 طنًا من اليورانيوم، وهي سابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم، حيث تنتج نحو 5 بالمئة من الإنتاج العالمي. وتمتلك النيجر إجماليّ احتياطي يبلغ 311 ألفا و110 أطنان من اليورانيوم.

وتتصدر كازاخستان قائمة الدول المنتجة، حيث تورّد 43 بالمئة من اليورانيوم حول العالم، وقد أنتجت 21,227 طنًا منه عام 2022، ثم كندا ثانيًا بـ 7,351 طنًا، وناميبيا ثالثًا بـ 5,613 طنًا،والنيجر هي أحد المصدرين الرئيسيين لليورانيوم إلى أوروبا. ففرنسا،  مستورد رئيسي لليورانيوم النيجيري، الذي يساعد في تشغيل الصناعة النووية المدنية الفرنسية الضخمة. 

ويبلغ معدل حاجة فرنسا لليورانيوم تقريباً نحو 7800 طن بالسنة، لتشغيل 56 مفاعلاً في 18 محطة نووية، وهو ما دفعها إلى استيراد اليورانيوم على مدى 50 عامًا من مستعمرتها السابقة ، فالنيجر ثالث مورّد يورانيوم لفرنسا بعد كازاخستان وأستراليا بين عامي 2005 و2020، بحسب وكالة “يوراتوم / Euratom” للتوريد.إضافة إلى ذلك، تعد النيجر ثاني مورّد لمادة اليورانيوم للاتحاد الأوروبي

المؤسسة الفرنسية للطاقة الذرية “أورانو/ Orano”، المعروفة سابقًا بـ “آريفا / Areva”، تشارك في استخراج اليورانيوم قرب مدينة آرليت في الصحراء الكبرى. وسبق ان  اتفقت الشركة مع النيجر على بدء استخراج اليورانيوم من منجم “إيمورارين / Imouraren     الواقع شمال النيجر بحلول   سنة  2028  ويضمّ إحدى أكبر طبقات اليورانيوم في العالم، باحتوائه على نحو 200 ألف طن متري من احتياطي الايورانيوم

عام 2021، وُجّهت انتقادات لـ “أورانو”، عندما أغلقت منجم “أكوكان /Akokan” بالقرب من مدينة آرليت، بعد أن استخرجت منه 75 ألف طن متري من اليورانيوم، مخلفة وراءها 20 مليون طن من النفايات النووية، وفق مراقبين.   اللجنة الفرنسية للبحوث المستقلة ومعلومات النشاط الإشعاعي (CRIIAD) (غير حكومية)، اتهمت “أورانو” بأنها لم تعمل على دفن النفايات المشعة تحت طبقات من الطين كما ينبغي.ووفقًا للجنة المذكورة فإن هذا التقصير من جانب الشركة الفرنسية “يهدد صحة مئة ألف شخص يعيشون في المنطقة“