شدد مركز بحثي عبري، على أهمية إحداث تغيير في طريقة عمل دولة الاحتلال الإسرائيلي الفاشلة في سوريا، حيث لم تحقق الهجمات الإسرائيلية المستمرة في قلب سوريا أهدافها، خاصة مع استمرار غرق سوريا في حالة الفوضى الكبيرة في ظل استمرار حكم نظام بشار الأسد الذي عاد إلى الحضن العربي، بالتزامن مع تصاعد النفوذ الإيراني هناك.
وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" العبرية، في تقديره الاستراتيجي الذي أعدّه كرميت فلنسي، أن "نظام الأسد بعودته إلى جامعة الدول العربية في ظل استمرار الحرب الداخلية وتصاعد الفوضى، حصل على الشرعية كهدية بدون أي مقابل، لأنه لم ينفذ أي شرط من الشروط التي طرحت".
ولفت إلى أن "الوضع الداخلي في سوريا، يكشف صورة قاتمة من استمرار الحكم المستبد الذي يتميز بضعف الأداء والقدرة الجزئية فقط على تقديم الخدمات في مجال السيطرة والأمن وفرض النظام"، مؤكدا أن "القمع العسكري العنيف من قبل نظام الأسد، جعل سوريا دولة فاشلة ومتفككة، مع عدم وجود الرغبة في إعادة الإعمار أو تحسين الوضع من قبل الأسد، مع التأكيد أن الأوضاع في سوريا؛ الأمنية والاقتصادية، استمرت في التدهور عقب الخطاب الاحتفالي الذي ألقاه الأسد على منصة الجامعة العربية".
ونوه المركز، في تقديره، الذي يأتي ضمن نشرة استراتيجية يصدرها بشكل شبه دوري تحت عنوان "نظرة عليا"، أن "زيادة التوتر والمواجهات العسكرية في سوريا لا يقتصر فقط على القوات المحلية، بل ينزلق الآن إلى العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة التي تعمل في المنطقة؛ حيث أن الأمريكيون يشتكون في الأشهر الأخيرة من مضايقات لا تنقطع للطائرات الروسية التي تخرق الفضاء الجوي الذي تعمل فيه القوات الأمريكية؛ في إطار محاربة "داعش".
وأشار إلى أنه "في نهاية تموز/ يوليو الماضيين تسببت طائرة حربية روسية بالضرر لطائرة مسيرة أمريكية في سماء سوريا، عندما كانت في مهمة، وبحسب واشنطن، هذا كان جزءا من مؤامرة مشتركة بين موسكو وطهران لإضعاف القوات وجعلها تنسحب من سوريا".
إلى ذلك، أوضح المصدر نفسه أن "الهجمات الإسرائيلية في سوريا والسلاح الإيراني، يخلق حالة من الفوضى تسمح لإيران وأذرعها بالعمل بشكل حر تقريبا في سوريا، وتعميق سيطرتها على الجيش الذي يرتبط إعادة بنائه بالمساعدات من طهران".
وفي السياق نفسه، استرسل البحث البحث الإسرائيلي في القول إن، "تركيز روسيا على الحرب في أوكرانيا، يسهل على إيران توسيع نشاطاتها وتعميق تعاونها النظامي والعسكري مع نظام الأسد".
وبحسب المعهد الأمريكي لأبحاث الحرب "ISW" في تقرير له نشره في حزيران/ يونيو الماضي، "قامت "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع حزب الله اللبناني، بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في شرق سوريا، منها مخازن سلاح ومعسكر للتدريب ومبان سكنية، وكل هذا في إطار جهود إيران لحماية خطوط المواصلات في أرجاء الدولة، بما في ذلك إلى هضبة الجولان ولبنان".