انخفضت حدة التوتر داخل حزب الشعب الجمهوري التركي، بعد إعلان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عزمه تشكيل "تحالف إسطنبول" للانتخابات المحلية التي تجرى في أذار/ مارس المقبل، لكن "الصراع على العرش" لم ينتهي.
وكان إمام أوغلو بعد النتخابات العامة في أيار/ مايو الماضي، خاض "حراك التغيير" الذي طالب بأن يشمل رئاسة حزب الشعب الجمهوري، لكنه تراجع مؤخرا، معلنا عزمه تشكيل "تحالف إسطنبول" من أجل عدم خسارة رئاسة البلدية لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة.
وبعد تراجع إمام أوغلو، ونيته الترشح لمنصب رئاسة البلدية مرة أخرى، اتجهت الأنظار إلى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.
"التسونامي تتراجع أمواجه".. أوزغور أوزيل يصر على المنافسة
وترى مصادر في حزب الشعب الجمهوري، بأن التسونامي الذي تشكل بسبب مناقشات التغيير الحزبي الداخلية، بعد الانتخابات العامة، بدأت بالانكسار، مشيرة إلى أن زعيم لاحزب كمال كليتشدار أوغلو سيذهب إلى عقد المؤتمر العام بكل أريحية، بحسب صحيفة "ملييت".
وتشير المصادر إلى أنه قبل الذهاب إلى المؤتمر العام الذي قد يعقد قبل نهاية العام الجاري، من المحتمل أن تحدث عملية تغيير جديدة تطال الهيئة التنفيذية للحزب، وإدارة الكتلة البرلمانية.
وسيعلن أوزغور أوزيل الأسبوع المقبل "شهادة الموقف"، وسيقرر ما إذا كان سيترشح لرئاسة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر العام المقبل بعد استكمال مؤتمرات فروع الحزب في المقاطعات بعد 10 أيلول/ سبتمبر، وقد يُطلب التصويت على الثقة داخل الكتلة البرلمانية للحزب بداية العام التشريعي.
وتذكر المصادر أن المتحدث الرسمي باسم الحزب فائق أوزتراك قد يحل محل أوزيل، الذي سيتم إقالته من رئاسة الكتلة البرلمانية بهذه الطريقة، على أن يتم تعيين عضو في الهيئة التنفيذية في منصب المتحدث الرسمي للحزب.
ومن المعلوم أنه بعد ثارة مناقشات التغيير عقد أوزيل وإمام أوغلو اجتماعات عدة، فيما ذكرت تقارير سابقة أن الرجلين يعملان مع بعضهما ضد كليتشدار أوغلو، وبعد إعلان إمام أوغلو قراره، فإن أوزيل يواصل عمله للمنافسة على رئاسة الحزب.
ونقلت "بي بي سي" بالنسخة التركية، عن مصادر مقربة من أوزيل أن سبب عدم إعلانه الترشح حتى الآن، "ليس التردد"، بل لأنها لا يريد أن يحدث جدلا خلال فترة المؤتمرات التي يجريها الحزب في الفروع والمقاطعات الكبرى.
لكن مقربون من رئاسة حزب الشعب الجمهوري، ويعارضون ترشحه، يعتقدون أن يتخلى أوزيل عن ترشحه إذا رأنه أن ليس لديه فرصة للفوز في المؤتمر العام، لكن الدائرة المقربة له تؤكد عزمه الترشح ويعمل حاليا على وضع خارطة طريق.
ويعتقد أوزيل، أن الهزيمة الانتخابية الثقيلة، قد تنعكس سلبا على حزب الشعب الجمهوري إذاا ذهب إلى مؤتمره العام بمرشح واحد، وأن ذلك قد يسهم في خفض شعبية الحزب، لذلك فهو مصر على أن تكون هناك منافسة.
ومن المتوقع أن يقوم أوزيل، الذي يعد "وثيقة الموقف" والتي تشرح أسباب طلب التغيير والتي ستشكل أساس قرار الترشيح، بالكشف عنها أمام الرأي العام الأسبوع المقبل، على أن يتم إعلام ترشحه في أيلول/ سبتمبر.
وسيتعمد أوزيل الظهور برفقة أعضاء في اللجنة التنفيذية وفي مجلس حزب الشعب الجمهوري، لإيصال سالة إلى وجود دعم له، وردا على حديث مقربين لكليتشدار أوغلو أن ليس لديه من يدعم ترشحه.