نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للباحث والمحلل جاستن لينش، تحدث فيه عن الحرب الطويلة في دارفور، والتي حصدت حياة نحو 300 ألف شخص.
وربط الكاتب بين الحرب التي اندلعت بالعام 2003، وتداعيات الحرب الحالية بين القوات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وتاليا نص المقال الذي ترجمته "عربي21":
استدعت الحرب، التي أودت بحياة حوالي 300 ألف شخص، في أوقات مختلفة إلى وجود بعثة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي، وخوذات زرقاء تابعة للأمم المتحدة، ومشاهير دوليين، ومرتزقة روس يبحثون عن الذهب، وخط إمداد للأسلحة من جميع أنحاء أفريقيا. لطالما تطلب الصراع في دارفور اهتماما عالميا وإن لم يحظ بذلك دائما.
ومع ذلك، فإن اندلاع القتال في 15 نيسان/ أبريل في الخرطوم بين القوات المسلحة السودانية - الجيش النظامي - وقوات الدعم السريع شبه العسكرية (RSF) قد صب الزيت على جمر حرائق دارفور التي لا تزال مشتعلة.
بعد عشرين عاما من اندلاع الحرب في دارفور، أصبح هذا الفصل الجديد من الصراع ذا تداعيات عالمية بسبب مزيج قوي من التحالفات القبلية، وأمراء الحرب الذين لا يرحمون، والداعمين الدوليين، والمعادن المرغوبة.
في عام 2019، دفعت الاحتجاجات جنرالين للإطاحة بالديكتاتور عمر البشير. لكن التحالف بين القوات المسلحة السودانية، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، انتهى في 15 نيسان/ أبريل بعد أن وجه الطرفان أسلحتهما إلى بعضهما البعض. اكتسب حميدتي خبرته الأساسية في الحرب في دارفور قبل بضعة عقود. وهو ينحدر من المنطقة الحدودية بين تشاد ودارفور في غرب السودان، وقد بنى ميليشياته ببطء لتصبح قوة قوية من خلال استغلال الموارد الطبيعية والعنف. جاء معظم الحكام السودانيين عبر تاريخها من الوسط، لكن الثورة جلبت حميدتي إلى الخرطوم. اليوم، أصبحت قوات حميدتي أقرب من أي وقت مضى للاستيلاء على العاصمة الخرطوم، مع احتلال القوات المسلحة السودانية مواقع قليلة فقط.
الخرطوم فوضى. ولكن الأسوأ هو دارفور. كانت ثورة 2019 بمثابة فصل جديد من أعمال العنف في دارفور. زرت بؤرة هذا الصراع الجديد، غرب دارفور، في عام 2021 لفهم دوافع الصراع. في ذلك العام، اضطر أكثر من 442 ألف شخص إلى الانتقال بسبب الهجمات التي شنتها في الغالب قبائل عربية، تابعة لقوات الدعم السريع، على مجموعات غير عربية. ومع ذلك، تجاهل الدبلوماسيون، الذين ركزوا على سياسة الخرطوم، الصراع إلى حد كبير.
ساهم هذا التجاهل في الصراع اليوم. إن الوضع الحالي عبر دارفور عبارة عن خليط من الفظائع المروعة وروايات عن جرائم حرب من المرجح أن تزداد سوءا. لقد فر أكثر من 110 آلاف شخص إلى تشاد المجاورة، لكن العديد من الدارفوريين غير قادرين على الفرار. الأمر الأكثر إلحاحا هو الوضع في غرب دارفور.