تلامذتي الأعزاء أبنائي أحبتي المقبلين على الامتحان الوطني الأهم على الإطلاق، أعاننا الله و إياكم بعونه ظاهرا و باطنا و جعل النجاح حليفنا و إياكم في كل ما نطمح له من أمر نافع و بارك فينا و فيكم و في جهودكم...
أبوح لكم هنا بأسرار علها تنفعكم و ذلك نظرا لطول مدة خدمتي في مجالي التربية و التعليم ذلك أن هذا الشيخ الذي يحرر هذه العجالة قد خدم الآن سبعا و ثلاثين سنة و خبر الأساتذة و الطلاب و مستوياتهم و أحوالهم و مشاكل المهنة و تشعباتها و تعقداتها ...
أقول لكم و بالله التوفيق و منه العون و عليه الاتكال :
- إن شهادة البكالوريا امتحان عادي ككل الامتحانات و عليه فمن حضر له و أعد له عدته ماديا و معنويا فهو بإذن الله لا محالة ناجح نجاحا باهرا ...
صحيح أن هذا الامتحان من زاوية أخرى ليس ككل امتحان و هنا مفارقة فهو الوحيد الذي إن لم ينجح فيه صاحبه تبقى أمامه الأبواب موصدة دون الولوج للدراسة الجامعية و الدراسات العليا التي تتطلب بالنص هذه الشهادة، و هنا بيت القصيد فلتعلم ابني و أخي و تلميذي المترشح أنك فعلا أمام معركة مصيرية لا تترك لنفسك فرصة لتكون خاسرا فيها بل تهيأ لها و استعد و شمر و تذكر أن من طلب العلا سهر الليالي و أن القادم لمعرمة دون سلاح لا محالة خاسر..
فأعدوا العدة يرحمكم الله و لا تتوانوا و لا تهنوا و أنتم ناجحون إن فعلتم بعون الله تعالى...
دائما ما أقول لطلابي كلكم ناجح إلا من أبى النجاح فمن جد و اجتهد و ثابر و أعد للتفوق عدته استحق النجاح و ناله و من لم يفعل فقد أبى عن النجاح و لا أحد يمكنه إرغامه عليه ...
اعلموا أننا درسنا في زمان أصعب من زمانكم و قاسينا ظروفا أصعب من ظروفكم ماديا و معنويا في زمن انعدام الكهرباء و المياه الصالحة للشرب و صعوبة النقل و غياب تام للدروس الخاصة و المدارس الحرة لكن ما ميزنا أن أغلبنا كانت لديهم إرادة قوية للنجاح و التفوق و التميز فكان ما كان يراد أن يكون بتوفيق و عون الله جل علاه...
النصائح الأهم :
1 ـ كن مستعدا تام الاستعداد بالتركيز على المطالعة المركزة المختصرة لما سبق أن طالعت فيما يتعلق بالمادة المقبل عليها..
2 ـ لا تسهر و نم باكرا و استيقظ مبكرا لتصلي فرضك و تسأل الله في المسجد أو مصلاك النجاح و مباركته و تيسر أمورك..
3 ـ اعرف قبل الامتحان قاعة امتحانك و مقعدك بدقة..
4 ـ لا تصحب أي معلومات تتعلق بالمادة الممتحنة و احذر أشد الحذر أيا من الممنوعات المنصوصة في الاستدعاء...
5 ـ قبل بدء الإجابة على أي امتحان في أي مادة اقرأ سورة الشرح و عندما تصل فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا.. كررها سرا سبع مرات..
اقرأ سرا في باطن نفسك مقاطع الآيات التالية :
- و علمك ما لم تكن تعلم و كان فضل الله عليك عظيما
- و علم آدم الأسماء كلها
- ففهمناها سليمان و كلا آتينا حكما و علما...
6 ـ ابدأ الإجابة و على بركة الله و كيف الوقت مع الامتحان..
7 ـ ابدأ بما هو سهل من الأجوبة بعد أن تكون قد حددت بدقة ما هو مطلوب منك فلا تزد و لا نقص إن استطعت..
8 ـ لا تفصل إجابات الأسئلة المترابطة عن بعضها...
9 ـ كن هادئا مؤدبا قليلة الحركة صامتا صمتا مطلقا إلا لضرورة مقبولة...
10 ـ لا تضع وقتك بالخروج و كثرة التسويد الذي ليس ضروريا...
11 ـ كن واثقا من نفسك و إجابتك قنوعا بها و بما في ورقة إجابتك لا تمد بصرك لنظر ما أجاب به و لو جارك على نفس الطاولة...
12 ـ حسن و وضح خطك و تعود الذهاب بعدة أقلام زرقاء أو سوداء و حذار من الأحمر و الأخضر مع أن الأخير ليس محرما..
13 ـ نظم إجاباتك و رتبها و رتب أوراق الإجابة مهما تعددت و كثرت و تذكر أن الوقت محدود بدقة و أنه لا يرحم كما يقال و هي مقولة صحيحة...
14 ـ لا تنس بطاقة هويتك ولترافقك في كل أوقات الامتحان و لا تضعها فنيلها من جديد و تجديدها فيه عناء...
15 ـ راجع كل إجاباتك و تأكد أنها نهائية و أنك لا تستطيع إضافة عليها فإذا سلمت ورقتك و غادرت القاعة فلا حق لك في استرجاع الورقة فقد يشك فيك...
هذه يا بني المترشح نصائح مجرب ابتلي بالتعليم سبعا و ثلاث سنة و الحمد لله هو للتو في ميدان معنة المصاعب المغموطة و المنبوذ المنسب لها...
نقلا عن صفحة الاستاذ الفاضل : محمدن أباتنه .