إعلانات

الأزمة المتفاقمة في السودان ... تدفع مصر إلى حافة الهاوية

اثنين, 22/05/2023 - 13:08

توقعت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن يستمر القتال في السودان ويتسبب في مزيد من الفوضى خارج الحدود، وبشكل خاص في مصر.
وأضافت في تقرير أن آلاف الفارين من تلك الحرب زحفوا باتجاه مصر، لكنها "ليست الملاذ الآمن المثالي، فهي تعاني حاليًا من أزمة اقتصادية ونقص حاد في الغذاء وانخفاض قيمة عملتها، الجنيه المصري".
ووفق التقرير فإن مصر ستواجه تحديات اقتصادية وأمنية جراء توقع فرار مئات الآلاف من السودانيين إلى حدودها، وهي التي تعاني أصلا من أوضاع اقتصادية صعبة.
ويذهب التقرير إلى أن القتال في السودان قد "عرّض الأمة المصرية لخطر الانهيار، حيث لا يستبعد أن تعرف مصر نفس الأحداث بسبب وضعها الاقتصادي الهش".

وفي ما يأتي نص التقرير الذي ترجمته "عربي21":
اندلعت الاشتباكات في السودان في 15 نيسان/ أبريل الماضي، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وفي منطقة دارفور. وبعد شهر تقريبًا؛ قُتل حوالي 500 شخص وأصيب الآلاف من المدنيين. وقد سعى الطرفان معًا للإطاحة برئيس الوزراء المدني في تشرين الأول/أكتوبر 2012، ولكن مع توقف المفاوضات حول توزيع السلطة، أدى ذلك إلى زيادة التوترات التي تصاعدت إلى حد الصراع المسلح الذي نشهده اليوم. ومن المحتمل أن يمتد هذا القتال ويتسبب في مزيد من الفوضى خارج الحدود، وبشكل خاص في مصر، الجارة من الشمال.
في الشهر الماضي؛ أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 90,000 لاجئ سوداني غادروا إلى مصر، ومن المحتمل أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، حيث ينتظر الآلاف على الحدود بدون مأوى ولا مياه شرب ولا طعام لعبور الحدود. ومع ذلك؛ فإن مصر نفسها ليست الملاذ الآمن المثالي، فهي تعاني حاليًا من أزمة اقتصادية ونقص حاد في الغذاء وانخفاض قيمة عملتها، الجنيه المصري.

أزمة السودان
الجهود الدولية مستمرة لوقف الصراع في السودان؛ حيث تستضيف السعودية محادثات بين الطرفين المتقاتلين، بالاشتراك مع الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تستمر المحادثات طوال شهر أيار/ مايو. وفي غضون ذلك؛ يستمر القتال، ورغم اقتراح عدة هدنات من الطرفين منذ بدء الصراع، فإنه لم يتم تنفيذ أي منها، واتهم كل طرف الآخر بعدم الالتزام بشروط الهدنة، ما يشير إلى أن احتمالية نجاح المفاوضات ضئيلة جدًا حتى الآن.
وعلى هذا النحو؛ يستمر الصراع في السودان، ما أدى إلى نزوح أكثر من 900 ألف شخص داخليًا، إلى جانب عبور ما يقدر بنحو 120 ألفًا الحدود إلى البلدان المجاورة مثل جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وإثيوبيا وتشاد ومصر. ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل كبير في الأسابيع المقبلة، حيث يقدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما يصل إلى 800 ألف شخص قد يعبرون حدودًا مختلفة في الأشهر الستة المقبلة.
وبينما يتدافع اللاجئون للخروج من الخرطوم والمناطق السودانية المجاورة، فإن الغالبية يفرون إلى مصر على وجه الخصوص، لأن السياسات تجاه اللاجئين في بلدان شمال أفريقيا الأخرى، مثل ليبيا وتونس، تجعلهم غير مرغوب فيهم. وعلى الرغم من أن تشاد تقبل الآن أعدادًا صغيرة من اللاجئين، إلا أنها أغلقت حدودها في الأصل بسبب الضغوط الداخلية، ولم تترك سوى الحدود الجنوبية الغربية كمنفذ وحيد للاجئين الفارين من العنف.