يتردد اسم القبة الحديدية، على الدوام خلال جولات العدوان التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين، في قطاع غزة، باعتبارها، منظومة لتتبع واعتراض صواريخ المقاومة، لكنها في كل جولة تظهر قدرا كبيرا من الفشل في تحقيق أهدافها.
وتتبع المقاومة في غزة، منذ سنوات تكتكيات من أجل تحقيق أكبر نسبة وصول للصواريخ إلى أهدافها، وإحباط فعالية القبة الحديدية، عبر العديد من الوسائل.
فقد عمدت المقاومة الفلسطينية خلال الجولات الماضية، مع الاحتلال، إلى اعتماد أسلوب الإرباك للمنظومة، عبر إطلاق عشرات الرشقات مرة واحدة، الأمر الذي كان يؤدي لتشتيت قدرات رادار القبة الحديدية، وإرباك وحدة إصدار القرار، في الصواريخ المفترض أن يتم اعتراضها.
كما كشفت جولات سابقة، عن فشل القبة الحديدية، في تحديد ما إذا كان المقذوف صاروخا، أم طلقات رصاص مضاد للطائرات، وتسببت طلقات لمدفع مضاد للطائرات من العيار المتوسط، أطلق من غزة، في انطلاق دفعات من صواريخ القبة الحديدية لاعتراضها، الأمر الذي يكشف عن خسائر هائلة للاحتلال، يتسبب فيها فشل المنظومة في معرفة الجسم الطائر.
في السياق ذاته، قال مصدران عسكريان إسرائيليان إن إسرائيل استخدمت الأربعاء نظام "مقلاع داود" للدفاع الجوي والصاروخي متوسط المدى في عمليات للمرة الأولى في قتال عبر الحدود مع المقاومة في غزة.
ومقلاع داود نظام مصمم لإسقاط الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة 100 إلى 200 كيلومتر، وهو جزء من الدرع الصاروخية لإسرائيل التي تشمل بالفعل نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظامي آرو-2 وآرو-3 لاعتراض الصواريخ طويلة المدى.
ما هي القبة الحديدية؟
ويعود إنتاج منظومة القبة الحديدية، إلى العام 2010، حين أعلنت شركة رافائيل الإسرائيلية، للأنظمة الدفاعية المتطورة، عن تطويرها المنظومة، لاعتراض صواريخ الكاتيوشا.
وتسارع تطوير الاحتلال للمنظومة بعد عدوان 2006 على لبنان، بسبب الرشقات الكثيفة التي أطلقها حزب الله، من صواريخ الكاتيوشا تجاه الأراضي المحتلة عام 1948. إضافة إلى تصاعد الضربات الصاروخية الفلسطينية، وتطور صواريخ المقاومة، محلية الصنع في غزة.
ونشر الاحتلال القبة الحديدية، عام 2011، لأول مرة قبالة غزة، ولاحقا نشرت العديد من البطاريات، في مديات أبعد عن غزة، بدءا من عسقلان، مرورا بتل أبيب نتيفوت.
كيف تعمل؟
يقوم مبدأ القبة الحديدية، على رصد راداري، للمقذوفات، وقراءة بيانات الجسم المقذوف، وتوقع مكان سقوطه، قبل إعطاء البطارية الإذن بإطلاق صاروخ اعتراضي.
وفي حال قررت وحدة الرصد أن الصاروخ سينزل في منطقة مأهولة أو ضمن التغطية، فإن الصاروخ ينطلق على الفور ويتم تتبع صاروخ المقاومة من أجل إسقاطه.
وتتكون وحدة المنظومة من بطارية صواريخ تحمل كل منها 20 صاروخا من طراز تامير، ونظام تحكم بالإطلاق، ورادار للكشف عن المقذوفات.