“إننا نحن المجتمعون في مدينة جول من مختلف نخب وقوى المجتمع وفعالياته الثقافية،
ومن الذين يحلمون بوطن جامع، مانع، قوامه العدل والمساواة والإنصاف، وطن قادر على البقاء في خارطة الدول الناجحة، والطامحة لتأمين مستقبل أجيالها ..
إننا نحن الرافضون لكل دعوات الفرقة، والنابذون لجميع خطابات التعالي والتفوق الساذج.. الحالمون بآن تتحول موريتانيا الى جنة للتعايش والتآخي، وفضاء للتشييد والبناء، حيث يكون الوطن شجرة وارفة، يتفيأ الجميع ظلها، بكل تضافر واتحاد…
إيمانا منا بعزة وطننا وشرفه، وسعيا إلى الرقي به نحو مصاف التقدم والرفاه، وتوخيا لتجاوز كل العوائق والمطبات الاجتماعية التي حالت وتحول دون خلق ديناميكية شعبية قادرة على رفع التحديات التنموية الكبرى ومهيأة لكسب رهانات التقدم والازدهار .
ثم استجابة لنداء فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في وادان وتيشيت الذي دعا فيه “كافة المواطنين الى تجاوز رواسب الظلم وعدم الانصاف في موروثنا الثقافي وإلى تطهير خطاباتنا ومسلكياتنا من الاحكام المسبقة والصور النمطية الزائفة”.
وكذا الوقوف في وجه النفس القبلي المتصاعد والمنافي لمنطق الدولة الحديثة ولما يقتضيه الحرص على الوحدة الوطنية وكذلك لمصلحة الأفراد انفسهم ، إذ ليس ثمة ما هو اقدر على حماية الفرد وصون كرامته وحقوقه من وحدة وطنية راسخة في كنف دولة قانون حديثة”.
نعلن انخراطنا في ديناميكية وطنية جامعة هدفها عدم الارتهان لخطابات التفرقة وقطع الطريق عليها من خلال رفع الظلم والحيف والتمييز .
إننا نريد أن نطل من مدينة “جول” على مستقبل أساسه المساواة والعدل والقانون والإنصاف.. مستقبل تتحطم فيه كل الفوارق، ويتساوى فيه كل المواطنين.. مستقبل تحتفي فيه الدولة بكل مواطنيها؛ دون أن تعبأ بأصولهم أو شرائحهم أو جهاتهم.. مستقبل تذوب فيه الأعراق والفئات والشرائح والقبائل في الدولة الوطنية، وتصبح المواطنة هي المعيار الشرعي والوحيد للانتماء لهذا الوطن.
وإننا مدركون بأن ذلك لن يتم دون تقديم تضحيات كثيرة ليس أقلها طي الصفحات التي تعيق تقدمنا وفتح أخرى أكثر إيجابية وإشراقا وإيمانا بالمستقبل المشترك لكل أبناء الوطن.
لقد آن الأوان للتحرر من قيود وأوهام التعالي بين الشرائح، كما آن الأوان للتوقف عن سد طريق الوحدة باجترار مظالم تاريخية بهدف إعاقة أي إرادة للتقدم والنماء..
علينا أن نعلنها بصوت واحدة وبكل لغاتنا الوطنية : نريد موريتانيا واحدة، لا تفوق فيها لمواطن على مواطن إلا بقدر ما يقدم للوطن من خدمة .. لقد ولى زمن التعالي والتمايز الشرائحي وبدأ عهد جديد قوامه التسامح والتآخي واعتبار الماضي عبرة ودرسا تنبغي الاستفادة من محطاته المضيئة والعمل على أن لا تتكرر دروسه المعتمة.
ولتجسيد ذلك نهيب بكل القوى والنخب الوطنية الصادقة، والطامحة الى وطن جامع قوامه القسط والانصاف ..
نهيب بكل صنعة الرأي الثقافي والاجتماعي والسياسي ..
نهيب بكل العلماء والفقهاء والأكاديميين والتربويين والكتاب والمفكرين والشعراء والفنانين ورجال الاعمال والفلاحين والصناع التقليديين والرياضيين والسياسيين والنقابيين والحقوقيين والإعلاميين والعسكريين ….إلى تبني هذا النداء، وذلك من أجل حاصر محفز للبناء ومستقبل مطمئن للأجيال القادمة”.