اللقطات التي يبدو أنها ملتقطة من إحدى القنوات المحلية لأحدهم وهو يضرب مريضة بعصا ويقرأ بعض آي الذكر الحكيم ويخاطب ما يعتبره جنيا داخلها لاينبغي أن تمر مرور الكرام لما فيها من المفاسد الاجتماعية والأخلاقية والإعلامية فالشخص المذكور لايمكن أن يجد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولا في سيرة ولا أخبار سلف الأمة من "أحباب" الرسول صلى الله عليه وسلم الصادقين من يمارس نفس الطقوس بنفس الطريقة المذلة والمهينة والغريبة ..
بإمكانه أن يقرأ القرآن كما يستطيع غيره ...لكن أن يصل الأمر حد استخدام القوة أمام الكاميرا والانهيال بالضرب على المريض يحتاج وقتا طويلا وجهدا كبيرا ليؤصل لها وما هو بفاعل وما هو بقادر لاأخفي سرا أنني بداية الأمر توقعته جزءا من مسرحية ولكن حينما تبينت الأمر وتثبت كانت المفاجأة الصاعقة والأمر الإمر . لقد استفحل أمر " الدجل " وإن تسمى بمسيات الرقية الشرعية .واستعار شعارها وتلفع بدثارها.
والمعلوم أن نقاء التسمية ونبلها لايؤثر على المضمون غير النبيل .. والأدلة على ذلك عديدة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع هيعة "ياللمهاجؤين "وياللأنصار" ..دعوها فإنها منتة ..
وما أجمل الاستعانة بالمهاجرين والإنصار إن كانت في سياقها السليم.. ولم تشفع هذه الصفات الحميدة لأصحابها المنادين بها حين وردت في غير موردها الرقية الشرعية ثابتة ولا مراء فيها وهناك من وهبهم الله خاصية المعالحة بالرقية الشرعية والمنكر عليهم عليه أن يمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع ..
لكن ليس كل ما يلمع ذهبا.. وما كل مدع صادق..ويجب وضع حد لهذه المهزلة أما من الناحية الإعلامية فليس من المقبول أن تتفرج الهابا على مثل هذه البرامج والطقوس على إحدى شاشاتنا الوطنية وكأنها تبث على قناة فنزويلية. فعليها تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراء المناسب حتى تقتعنا أن ما تتخذه غير "زايد" عن الحقيقة وأنها تؤدي دورها مع كل "ميديا".