عقب الهجوم الإيراني قبل أيام على سفينة مملوكة لملياردير إسرائيلي في مياه الخليج العربي، أعلن جيش الاحتلال أن سلاح البحرية يعمل على رفع مستوى اليقظة في البحر الأحمر، على خلفية التخوف من مزيد من الهجمات الإيرانية على السفن المملوكة لإسرائيليين، خاصة أن العام 2022 شهد زيادة في تواجد الإيرانيين في البحر الأحمر، من خلال وضع عناصر عسكرية على سفن مدنية، وفق المزاعم الإسرائيلية.
أمير بوخبوط، المراسل العسكري لموقع ويللا، كشف أن "هذا الموضوع يثير قلقا في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بجانب دول أخرى تعتبر البحر الأحمر محور تجارتها البحرية، خاصة عقب الهجوم الإيراني الأسبوع الماضي على سفينة نفطية يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، حيث تعرضت السفينة لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية في الخليج العربي، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات، مع العلم أن السنوات الأخيرة شهدت وقوع عدة انفجارات غامضة في الساحة البحرية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في عام 2019 هاجمت إسرائيل عدة أهداف نفطية إيرانية في عرض المياه الخليجية، وبعد عامين تعرضت الناقلة الإسرائيلية "ميرسر ستريت" للهجوم في بحر عمان، فيما رد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن سلاح البحرية بعمل في مختلف المجالات والمهمات دون تغيير".
نير دفوري، المراسل العسكري لـ"القناة 12"، زعم أن "ما شهدته مياه الخليج قبل أيام من مهاجمة السفينة الإسرائيلية هو ترجمة لمعادلة رد الفعل التي تحاول إيران إنتاجها أمام إسرائيل، فقد حاولت في السنوات الأخيرة الرد على الهجمات الإسرائيلية ضدها، وضرب أهداف ارتبطت بها، عقب سلسلة اغتيالات كبار العلماء الإيرانيين، والهجوم بالطائرات دون طيار على مصنع المسيّرات في أصفهان، صحيح أن إيران حاولت في السنوات الأخيرة الانتقام من العمليات الإسرائيلية، لكنها الآن تحاول إنشاء معادلة ردّ فعل، ولكن بطريقة مختلفة قليلاً عما كانت عليه في الماضي".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تعرض ناقلة النفط المسماة "كامبو سكوير" للهجوم، وتعمل لصالح شركة إليسون للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر من قبل سفن الحرس الثوري وطائرات دون طيار انتحارية، تعدّ المرة الخامسة التي تهاجم فيها القوات الإيرانية السفن المنسوبة لإسرائيل، ما يكشف عن محاولتها خلق نوع من المعادلة من خلال تكثيف هجماتها، وعنوانها "أنتم تؤذوننا، لقد آذيناكم"، رغم أن إيران في الوقت الحالي غير قادرة على إنتاج ردّ كبير، ولكن إذا نجحت، فمن المحتمل أن يصبح هذا النوع من الرد أكثر شيوعًا".
وأوضح أنه "في الماضي حاول الإيرانيون مهاجمة السفن التي تم تحديدها على أنها إسرائيلية ردًا على مهاجمتهم في الساحة البحرية، لكنهم الآن قرروا تغيير المعادلة، ومهاجمة السفن الإسرائيلية ردًا على الهجمات البرية ضدهم في ايران وسوريا، وقد سبق لرئيس الموساد ديفيد بارنيع أن أشار إلى التحديات التي يواجهها الجهاز، وإيران واحدة منها، كاشفا أنه في الأشهر الأخيرة تم تحديد عمليات خطيرة ومهددة مرتبطة بإيران، زاعما أنه بينما ترسل أذرعها الدبلوماسية إلى فيينا للتفاوض على اتفاق نووي مع القوى العظمى، فإن أذرعها الأخرى ترسلهم لقتل الإسرائيليين واليهود".
ولم يكن مفاجئا الهجوم الإيراني على السفينة الإسرائيلية، خاصة مع الوجود المتزايد للقطع البحرية الإيرانية في البحر الأحمر والخليج العربي، في ضوء ما كشفته صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، وهو وجود غير عادي ومستمر لم يشهده الاحتلال منذ العقد الماضي، وبالتالي فإن الاحتلال يراقب من كثب الجهود الإيرانية المتواصلة لصياغة جملة من روافع الضغط الخاصة بها في أعقاب تعثر المحادثات النووية، في محاولة واضحة منها للتصدي للعمليات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة الهادفة لمحاصرتها.
في الوقت ذاته، فإن البحر الأحمر والخليج العربي يعدّان علامة بارزة بالنسبة لدولة الاحتلال، لأننا أمام أكبر وأهم طرق التجارة البحرية في العالم، ويمر عبرهما ما لا يقل عن 25٪ من حركة التجارة البحرية العالمية، بما في ذلك البضائع والنفط، من الشرق الأقصى ودول الخليج إلى البحر المتوسط وأوروبا، ونظرا لأهمية هذا الفضاء، تحاول دولة الاحتلال وضع موطِئ قدم لها فيه، سواء بالتفاهم مع الدول المجاورة، أو بفرض الأمر الواقع، على خلفية المحاولات الإيرانية في السنوات الأخيرة للتأثير في هذا المسار، رغبة منها بالاستفادة من وجودها هناك.