شكل حضور النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر، نقلة نوعية للدوري السعودي الذي يطمح إلى الوصول لمستويات تضاهي البطولات الأوروبية الكبرى.
وتزامن انتقال رونالدو إلى النصر بصفقة مجانية، وراتب فلكي يصل إلى 200 مليون يورو بالموسم الواحد، مع إعلان وزير الرياضة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، نيته دعم بقية الأندية بهدف جلب مزيد من النجوم، وهو ما فسر مساعي الهلال للتوقيع مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، إضافة إلى ارتباط أسماء نجوم آخرين بأندية تنشط في "دوري روشن" للمحترفين.
وخصصت السعودية ميزانيات وصناديق دعم ضخمة، تهدف إلى الاهتمام بمجال الكرة وتطويرها.
وبدأت السعودية بالتوسع في مجال بيع حقوق بث مباريات الدوري هذا الموسم، إذ باتت المباريات المحلية تعرض في نحو 125 بعد صفقة رونالدو، وحصلت 37 قناة تلفزيونية على حقوق البث بشكل كامل أو جزئي، بحسب صحيفة "الرياضية" المحلية.
وبرغم ذلك، يشهد الشارع السعودي استياء من الناقل الرسمي للدوري "شركة الرياضة السعودية ssc"، بسبب المشاكل الفنية العديدة، التي ينتج عنها انقطاع البث المتكرر.
ولم يكن المشروع السعودي للنهوض بالدوري، الأول من نوعه، إذ سبقته دول أخرى، تسلط "عربي21" الضوء على أربع تجارب منها من حيث استقطاب النجوم، وضخ الأموال والقيم السوقية، إضافة إلى الحضور الجماهيري.
والدول الأربع التي يتناول التقرير تجاربها بتطوير كرة القدم، وجذب النجوم إليها، هي قطر، وتركيا، والصين، والولايات المتحدة.
تجارب متباينة
يسير الدوري السعودي على خطى الدوريات المذكورة أعلاه في استقطاب أسماء لامعة بعالم المستديرة، وهو المشروع الذي بدأته الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي، باستقطاب الأسطورة بيليه، وكارلوس ألبيرتو بيريرا، إضافة إلى الألماني فرانز بيكنباور.
إلا أن الأندية السعودية تسعى رفقة نظيرتها التركية والصينية، إلى تجاوز العثرات المالية الناتجة عن تراكم مستحقات غير مدفوعة للاعبين، غالبا ما يتم الاستغناء عنهم لقناعات المدربين الفنية، ومن ثم يبدأ مسلسل الملاحقة من قبل وكلاء اللاعبين لتحصيل المبالغ المتبقية من عقودهم.
وحذرت رابطة اللاعبين المحترفين التابعة لـ"الفيفا"، من مغبة الانتقال إلى الدوريات الثلاثة هذه، بسبب سمعة العديد من أنديتها المرتبطة بتأخير دفع المستحقات.
وبحسب لجنة الكفاءة المالية التابعة لوزارة الرياضة السعودية، فإن الموسم الماضي وصلت فيه المستحقات المترتبة على الأندية 276 مليون ريال (73.5 مليون دولار)، وهو ما دفع الأندية إلى دفع التزاماتها وجدولة أخرى بحسب المسموح قانونيا.
وتحسنت الأندية السعودية في تسديد التزاماتها الموسم الماضي مقارنة بالذي قبله، والذي كانت التزامات الأندية فيه تقترب من 570 مليون ريال (151.5 مليون دولار).