لَو كان الخلاف بين السنة والشيعة خلافا سياسيا لما كان من علماء السنة جمهور عريض يناصب بني أمية العداء، ويرفض ولايتهم، ويؤلف في منكراتهم السياسية والشرعية..
لو كان موقف الشيعة من علي رضي الله عنه وآل بيته موقفا سياسيا صافيا لأخذَ الأمَّةَ في مسار آخر غير الذي أخذها إليه الموقف السياسي لمن شايع بني أمية من أهل السنة، لكن موقف الشيعة لم يكن إلا مذهبا عقديا فاسدا..
نصوم يوم عاشوراء متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، ابتغاء الأجر، وإحياء ليوم صالح، نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه الذين كانوا مستضعفين، من ظلم فرعون وملئه لنكون على يقين دائما بأن كيد الظالمين إلى تباب، وأن الاستضعاف طريق سالك إلى التمكين..
هذا ما حللتُ صُرَرَه، ويمكنه أن يعمكم ـ أصدقائي الأعزاء ـ مما عندي "توسعة" عليكم في هذا اليوم العظيم، اقتداء بالسلف الصالح..
"حَلْ أَصْرَرْ" عادة معروفة في منطقة بتلميت، وربما في مناطق أخرى، وقد تكون قريبة مما يطلق عليه في أنحاء من بلادنا "تَوَسَّعْ"، وفي المثل "الْمَا وَسَّعْ يَبْكَ أَمْكَرْسَعْ"..
يعني "حَلْ أَصْرَرْ" أن يعمد أرباب البيوت ورباتها إلى الأشياء المختلفة التي يحتفظون بها في صُرَرٍ، أو في غيرها ويستخرجونها ويتبادلون منها هدايا ويَقْسمون للأطفال، بمناسبة يوم عاشوراء، وأجهل منشأ هذه العادة..
بارك الله لي ولكم في هذا اليوم الصالح، يوم الجمعة الموافق لـ تاسعاء أو عاشوراء، ورحم موتاي وموتاكم، وتقبل مني ومنكم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه....