إعلانات

ما تأثيرات أحداث العام 2022 على مستقبل اليمن؟

أحد, 01/01/2023 - 10:20

مر اليمن في العام 2022 بتحولات عاصفة في ظل استمرار الحرب الدامية منذ 8 سنوات، رغم الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة لستة أشهر، قبل أن يفشل تمديدها لفترة إضافية، وسط مشهد متأزم ينذر بعودة القتال بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي على نطاق واسع. 

 وقد أثارت التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي من تشكيل مجلس رئاسي بعد نقل الرئيس عبدربه منصور هادي صلاحياته له، مرورا بتوسيع الانفصاليين المدعومين من دولة الإمارات نطاق سيطرتهم نحو الشرق، وصولا إلى نقل الحوثيين المعركة إلى ميدان الطاقة وضرب موانئ نفطية لمنع الحكومة المعترف بها من تصدير النفط إلى الخارج، أسئلة عدة حول تأثيرات كل ذلك على مستقبل البلد وطبيعة الأحداث العام المقبل.

"تصفية الشرعية"

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع، أن العام ٢٠٢٢ كان تتويجا لأهداف التحالف (السعودية والإمارات)، وإفصاحا للأهداف الحقيقية القائمة على تصفية الشرعية وتصفية الديمقراطية وتجريف التعددية السياسية.

وقال الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21": "ففي ٧ أبريل، أقدمت السعودية على إيداع الرئيس هادي في الإقامة الجبرية، وانتزعت منه صلاحياته الدستورية، ونقل سلطاته إلى مجلس مكون من ثمانية أعضاء ليس له أي صفة شرعية، وأوكلت لهذا المجلس إعطاء الشرعية؛ لتصفية ما تبقى من الجيش الوطني والأمن في محافظة شبوة وأبين وحضرموت، وتمكين المجلس الانتقالي التابع للإمارات من السيطرة على هذه المحافظات".

وأضاف أن هذه الخطوات جعلت جماعة الحوثي تتنفس الصعداء، فقد أزاحت السعودية بهذه الخطوة الشرعية من أمامها، لتتساوى مع المليشيات المكونة لمجلس القيادة، ما شجعها على شن هجمات على موانئ النفط، والمطالبة بمقاسمتها عائدات النفط مع مجلس القيادة.

وحسب الأكاديمي اليمني، فإن كل هذا يعزز من سيطرة الحوثي وتعزيز الدور الإيراني في اليمن، بل يجعل لإيران اليد الطولى في الملف اليمني، ويعزز من فقدان اليمنيين لقرارهم الوطني، واستمرارهم كأدوات حربية تستخدمهم طهران من ناحية والسعودية والإمارات من ناحية أخرى.

إضافة إلى ما سبق، يؤكد أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، أن العام ٢٠٢٢ كشف أيضا عن السلام المزعوم الذي تبناه الرئيس الأمريكي جون بايدن في حملته الانتخابية وعززه بتعيين مبعوث خاص للإدارة الأمريكية.. ليتضح فيما بعد أن بايدن حمل سلامه على ظهر سلحفاة ستحتاج إلى سنوات طويلة كي تصل إلى اليمن.

"حروب يبدأها الحوثيون"

من جانبه، قال الصحفي والباحث اليمني، كمال السلامي، إن العام ٢٠٢٢ ترك أثرا كبيرا جدا على الوضع في اليمن، وبلا شك سيكون له تأثير كبير على مستقبل الدولة ومصير البلد.

وأضاف السلامي في حديث لــ"عربي21" أنه في ٢٠٢٢، توزعت الشرعية على أطراف كانت قبل هذا العام متمردة وانقلابية، كالانتقالي، والذي لم يغير سلوكه لاحقا، بل بدأ بتسخير موارد الدولة لتجذير مشروعه.

وتابع: "وفعلا تمكن من الاستحواذ على مناطق كشبوة، وأيضا استحوذ على مؤسسات الدولة كالقضاء وغيرها".