إعلانات

عالم موريتاني مشهور .. يقرر بيع حماره بعد عشرة دهر

اثنين, 26/12/2022 - 13:11

لقد بيع حمار الوالد اليوم أسأل لله أن يعقبنا خيرا بعده،
 بيع الحمار وخلف ذكريات جميلة معه ، 
لقد وافق الوالد على بيعه بعد عجزه عنه إثر وعكة صحية ألمت به قبل أسابيع وأتمثل هنا بقول الشاعر:
عملت به حرا ثلاثين حجة @ لقد طال وجدي بعده وحنين وماكان ظني أنني سأبيعه @  ولو خلدتني في السجون ديوني.
ذكريات من العطاء القرءاني لعدة عقود ولله الحمد ذكريات من العفة تجعلك حائرا أمام جبروتها القاهر لعادات مجتمع لايومن إلا بالمظاهر البراقة الخداعة
ذكريات من العصامية ونبذ الاتكالية 
ذكريات من المواساة للجيران والضعفاء الذين لايجدون ما يسددون به ثمن برميل الماء الذي هو أحوج إلى ثمنه منهم بأضعاف المرات لكنه متأس بقوله تعالى :
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) 
ذكريات ضربت أروع الأمثلة في تحدي صعاب الحياة وتقلبات منجنونها بغير المرغوب فيه .
أنصفوني أيها الأحبة في سرد هذا الإطراء لذي قد يقول البعض أنه:(مبلول اعلي) لكن ذكريات الطفولة خلف هذه العربة والعيش زمن العسرة من دخلها جعلني أفقد الرشد الاجتماعي وأتصارح وأصارح على غير عادة ونهج محيطنا الاجتماعي 
لقد حفظت أنا وأخوي القرءان خلفها  وكررناه مرارا وتكرارا متتبعين خطاها المباركة في مادريد وأزقته الضيقة ، تشهد تلك الشوارع أنا جبناها يمنة وشملة حاملين ألواحنا ومصاحفنا خلف تلك العربة .
لقد كانت ومازالت تلك العربة شرفا لنا وعلما يرفرف فوق رؤوسنا و أمام منزلنا .
لقد كان أخوي يعملان عليها عندما يكون الوالد خارج انواكشوط بكل فخر واعتزاز ،غالبا ما يكون ذلك بأمر منه،
 يجوبان بها الشوارع دون ما خجل ولاملل أما أنا فلم أعمل عليها منذ سنوات عديدة ليس عن كره ولا قلى إلا أن ربي قد أعذرني في ذلك 
أسأل الله أن يمتعنا به في صحة وعافية مأمنا من كل مخوف ومكروه وجميع المسلمين.

نقلا عن صفحة الاستاذ / عبدالله بشير