تشهد اليمن تحركات عسكرية متبادلة من جماعة الحوثي وقوات يدعمها التحالف الذي تقوده السعودية في منطقة الساحل الغربي من محافظة تعز (جنوب غرب)، القريب من ممر الملاحة الدولي، باب المندب.
وأفاد مصدر عسكري مسؤول بأن كل الأعمال العسكرية الحوثية تؤكد على أن هناك توجها لمعركة بحرية محتملة في الفترة المقبلة.
وقال المصدر في تصريح لـ"عربي21"، طلب عدم ذكر اسمه، إنه في مقابل تحركات الحوثيين العسكرية، هناك تحركات مماثلة من قبل طارق صالح، قائد قوات المقاومة الوطنية المدعومة من الإمارات، وعضو المجلس الرئاسي في مديريات الساحل الغربي من محافظة تعز ومديريات الريف الجنوبي من محافظة الحديدة (غربا).
وأشار المصدر العسكري المسؤول إلى أن وزير الدفاع في الحكومة المعترف بها، فريق ركن، محسن الداعري، قد تستند له مهمة تأمين منطقة باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي، بدعم سعودي وإماراتي، وإسناد من نجل شقيق الراحل صالح، طارق.
وكشف المصدر عن مناورات بحرية تنفذها قوات أمريكية وبريطانية لأسلحة جديدة قد تستخدم من قبل "الأسطول الخامس"، منها "نظام اتصالات وقوارب غير مأهولة ومسيرات إسرائيلية".
ولفت المصدر العسكري إلى أن المجلس الرئاسي عبّر عن مخاوفه من أن يكون هناك تدخلا عسكريا مباشرا من قبل "الأسطول الخامس"، ردا على أي حماقة قد يقدم عليها الحوثيون، وذلك بشن عمليات تستهدف الممر البحري العالمي للطاقة "باب المندب".
وكانت قوات البحرية الأمريكية أعلنت، في نيسان/ أبريل الماضي، عن تشكيل "قوة المهام المشتركة 153" للقيام بدوريات في البحر الأحمر، والعمل على مكافحة "الأنشطة الإرهابية والتهريب"، وتضم كلا من السعودية ومصر والإمارات والأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن الإمارات والسعودية ربما تنأيان بنفسيهما عن التدخل المباشر في المعركة المحتملة في الفترة المقبلة، أو في المشاركة في قوات المهام المشتركة البحرية، تجنبا لأي ضربات حوثية على أراضي الدولتين بواسطة الطائرات المسيرة أو الهجمات الأخرى الصاروخية.
لكنه استدرك قائلا إن الرياض قد تكون حاضرة بشكل غير مباشر، بعد حصولها على أنظمة دفاع جوية جديدة، مخصصة لاعتراض أي هجمات بالطائرات غير المأهولة، منها هجمات الحوثيين التي استهدفت العمق السعودي في السنوات الماضية.
وذكر المصدر العسكري اليمني أن المملكة السعودية، تسلمت نظام دفاع جوي جديدا من الصين قبيل الهدنة التي فشل التجديد لها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقامت بإجراء عدة تجارب عليه، وأثبت فعاليته لصد أي هجمات بالطائرات المسيرة، مؤكدا أن السعوديين لن يظهروا كداعمين مباشرين في أي معركة قادمة، وسيكون وزير الدفاع اليمني، الداعري، وطارق صالح، وقوات خفر السواحل التابعة للحكومة الشرعية في محافظة المهرة، شرقا، في واجهة المعركة.
وأوضح المصدر العسكري أن القيادة السعودية تمارس ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية عبر تقاربها مع الصين، سعيا منها "لإخضاع الأسطول الخامس وقوات المهام البحرية 153، على إيقاف أي شحنات أسلحة تزود بها إيران حلفاءها الحوثيين ومنها قطع غيار المسيرات".
والأسطول الأمريكي الخامس، هو أكثر الأساطيل الأمريكية الاستراتيجية أهمية في منطقة الخليج العربي، ويتخذ من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له.
وتغطي عمليات الأسطول الخامس منطقة الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي.