بعد القرار الأخير الذي صادقت عليه الأحزاب السياسية الموريتانية في وثيقتها المشتركة مع وزارة الداخلية والقاضي بتمكين الجاليات الموريتانية بالخـارج مـن انتخـاب نوابهـا بشـكل مباشـر، وترتيب الآليات الكفيلة بضمان هذا التصويت في المناطق التي يكون فيهـا ممكنـا مـن الناحيـة اللوجستية والفنية والإجرائيـة فـي أفـق الانتخابات القادمـة، يجمع المراقبون أن أكبر تحد يمكن أن يواجه حزب "الإنصاف" في سبيل سعيه لتكريس هيمنته على دوائر الخارج هو حسن اختيار مرشحيه في هذه الدوائر، وابتعاده عن العاطفية في هذا الاختيار .
وفي هذا الاتجاه يرى المراقبون أن أي اختيار لمرشحي الخارج يجب أن يكون نابعا من إرادة الجاليات نفسها، بحيث يكون المرشح طيب السمعة فيها، وعرف بسعيه لحل مشاكلها، وسبق له أنجز أشياء مهمة لها، فضلا عن تمتعه بالإقامة الدائمة في دائرته الانتخابية، ما يمكّنه من حرية التنقل فيها ، زد على ذلك أن المرشح الحاسم هو ذلك الذي يمتلك من الموارد ما يمول به حملته، خاصة أن المرشحين الذي سيكونون عبئا على الحزب في تمويل حملاتهم من الصعب عليهم حسب دوائرهم الانتخابية .
انطلاقا من محددات الاختيار السابقة فإن دائرتين انتخابيتين من الدوائر الأربعة (أوربا وأمريكا) من الصعب التكهن بإمكانية حسم الحزب الحاكم لها، لاعتبارات متعددة بينها اتساع دائرة الرفض في صفوف جاليات هذه الدوائر، وغياب مرشح جامع يمكن أن يمثل طوق نجاة للحزب الحاكم في هاتين الدائرتين المعقدتين .
في مقابل هذه الصعوبة المسجلة على مستوى دائرتي أوربا وأمريكا يرى مراقبون أن دائرة آسيا محسومة في ظل الإجماع المنعقد على ترشيح نائبها الحالي أبو عبد الرحمن لمأمورية جديدة ، خاصة أن محددات الترشح سابقة الذكر تتوفر فيه، فهو الموريتاني الوحيد الذي يمتلك الإقامة المميزة في السعودية، وهي الإقامة التي تمكنه من التنقل بحرية في أبرز مناطق دائرته الانتخابية، كما أنه يمتلك سمعة طيبة في الجالية، وسبق له أن موّل حملات للحزب الحاكم في دائرته ما يعني أنه امتلك التجربة في المجال إلى جانب القدرة، كما يحظى أبو عبد الرحمن بدعم طيف كبير من القاعدة الانتخابية للمعارضة في دائرته، وبالتالي فإن إعادة ترشيحه في ظل غياب منافس حاسم يعني أن دائرة آسيا محسومة لصالح الحزب الحاكم.
بين الحسم وضده تتأرجح دائرة إفريقيا التي لا تبدو متعذرة الحسم على الحزب الحاكم كما هو شأن أوربا وأمريكا خاصة، مع تعبير أحد أكبر رجال الأعمال بها عن رغبته في الترشح من بوابة الحزب الحاكم وهو أحمد ولد بوفشه من أنكولا الذي يقول مناصره إنه رجل الحسم في الدائرة الانتخابية لإفريقيا .
صفوة القول في هذا المجال أن حسن الاختيار سيكون كلمة سر النجاح في حسم دوائر الخارج النيابية؛ فهل يعي قادة الحزب الحاكم ذلك ؟
يذكر أن النواب الممثلين للموريتانيين في الخارج موزعين بين 4 دوائر بمعدل نائب واحد عن كل دائرة، يتعلق الأمر بدوائر إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، وتعاني الجاليات الموريتانية في هذه الدوائر من عدة مشاكل من أبرزها :
صعوبة إصدار وتجديد أوراق الحالة المدنية
مشكلة التحويلات المالية
نقص الحضور الدبلوماسي وانعدامه في بعض الدول
غياب التنسيق بين أفراد الجالية .
نقبل غت موقع نوافذ .