إعلانات

"قسد" تعلق التنسيق مع التحالف.. ولا ضمانات لوقف العملية التركية في سوريا

جمعة, 02/12/2022 - 17:50

تتواصل التهديدات التركية بتوسيع العملية الجوية "المخلب – القفل" في شمال العراق وسوريا، بينما تستمر المساعي الأمريكية الروسية لإيجاد مخرج يجنب المنطقة تصعيدا عسكريا جديدا بعد فترة من الهدوء.

ورغم تأييد روسيا والولايات المتحدة للمخاوف الأمنية التركية، إلا أن موسكو وواشنطن لا تخفيان معارضتهما لأي عملية برية في شمال وشرق سوريا.

وأبلغ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نظيره التركي "بمعارضته القوية" لأي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا، وعبر عن قلقه إزاء تصاعد الوضع في البلاد.

من جهته، طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الولايات المتحدة، بإبداء التفهم إزاء عملية عسكرية جديدة قد تطلقها أنقرة في سوريا.

وقال آكار في تصريحات صحفية؛ إن تركيا طلبت من الدول الحليفة لها، التي لها وجود عسكري في سوريا، عدم السماح للمليشيات المحلية برفع أعلامها واستخدام زيها العسكري.

وتقود وحدات حماية الشعب الكردية قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة. وتعدّ تركيا وحدات الحماية هي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وتصنفهما منظمتين إرهابيتين.

إلى ذلك، قال آرام حنا المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: "كل عمليات التنسيق والعمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب مع التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة قد توقفت، بعد القصف التركي لمنطقة سيطرتها

لا ضمانات

ورغم المساعي الدولية المستمرة لإقناع تركيا بالتراجع عن شن عملية عسكرية، إلا أن الأكراد لم يحصلوا على ضمانات حقيقة بإلغاء العملية، وفق ما أكده الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار.

وقال درار لـ"عربي21"؛ إن اتصالات الأكراد مستمرة مع روسيا وأمريكا الضامنتين لاتفاقات 2019، لكن كلّا من موسكو وواشنطن تحاولان الوصول إلى تفاهمات تعود بالفائدة عليهما وفقا للمصالح.

وأضاف: "نحن نعتمد على روسيا وأمريكا في تحصين المنطقة، والوقوف عند الاتفاقات السابقة وتقويتها، حتى لا يكون هناك تجديد للقتال".
وتطالب تركيا بانسحاب "قسد" مسافة 30 كم باتجاه العمق السوري، وإخراج حزب العمال الكردستاني وذراعه السوري وحدات حماية الشعب الكردية، مقابل إلغاء العملية البرية في مناطق عين العرب ومنبج وغيرها، لكن الأكراد يعدّون الشروط التركية بأنها شكل من أشكال القضاء على الإدارة الذاتية التابعة للأكراد في سوريا.

وأعرب درار عن اعتقاده بأن التفاوض بشأن إلغاء العملية التركية موجود، ويمكن أن تحصل تفاهمات تحدد كيفية إدارة المناطق من دون مواجهات.

وأشار إلى أن التفاهمات السابقة (سوتشي 2019) لم تحقق أهدافها، وهو ما تؤكده روسيا وتركيا على حد سواء، ما يعني أن روسيا لا يمكن أن تتنازل عن مناطق تطلبها تركيا بسهولة؛ لأن لدى موسكو مطالب في مناطق أخرى جنوب إدلب.

تركيا تدافع عن نفسها

الباحث السياسي العراقي عبد القادر النايل، رأى أن الحل الحقيقي لإيقاف توسيع تركيا لعملياتها العسكرية في سوريا والعراق هي إيقاف دعم منظمات حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية ونزع سلاحها وإيقاف ابتزاز تركيا في اقتصادها وأمنها الداخلي.

وأكد التهديدات التركية بتوسيع عملياتها داخل العراق وسوريا يأتي ضمن الدفاع عن نفسها من مليشيات حزب العمال الكردستاني، فهو قد اتخذ من تلك الأراضي قواعد عسكرية.

وأشار إلى أن العمال الكردستاني في العراق يحظى بدعم من إيران ومليشيات الحشد الشعبي ويزود بالسلاح والمخصصات المالية من ميزانية الحكومة التي لم تفعل أي شيء يوقف تهديداتها لتركيا، لافتا إلى أن "قسد" في سوريا تحظى بدعم أمريكي واضح وهناك استهداف غربي لتركيا في محاولة منهم لتقسيم تركيا والمنطقة.