رغم توقيع الاتفاق البحري الإسرائيلي اللبناني لترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وعودة الهدوء التدريجي للجانبين بعد استنفار أمني كاد أن يتحول لمواجهة عسكرية، لكن جيش الاحتلال، لا سيما سلاح المشاة منه ما زال في حالة جاهزية لأي تطور مفاجئ، من خلال اقتناء أسلحة مبتكرة وأنظمة أسلحة تكنولوجية وتعاون متعدد الأسلحة، استعدادا للمعركة على الأرض أمام حزب الله.
وبينما تتزايد التقارير الدولية حول استعدادات لمهاجمة المنشآت النووية في إيران، فإن الجبهة اللبنانية ما زالت مدرجة على أجندة الجنرال تامير يديعي قائد سلاح المشاة الذي يراقب كيفية اندلاع الحرب القادمة في بلاد الأرز، لأن سلاحه يجد نفسه على أعتاب تحدٍ تاريخي، بتحوله تدريجيا من سلاح محلي يحمي الحدود البرية، إلى قوة إقليمية تكبح جماح جملة قوى معادية، لا سيما إيران التي تضغط بكل قوتها وتصميمها لإنشاء قواعد عسكرية في لبنان وسوريا واليمن والعراق وغزة، ووجهات أخرى.
أمير بوخبوط الخبير العسكري في موقع "ويللا"، أشار إلى أنه "بينما يذهب سلاح الجو لمهاجمة أهداف في عمق إيران وسوريا ولبنان والعراق ومناطق أخرى، فإن سلاح البر يقع عليه اعتماد ليس أقل من نظيره الجوي من خلال قدراته المدفعية والبرية، ناقلا عن الجنرال يديعي استعداداته لما يسمى معركة "يوم القيامة"، حين توجه القيادة السياسية الجيش لإلزام فرقه الأمامية بالمناورة في عمق أراضي العدو، من أجل حرمان قدراته، وشلّ آلاف الصواريخ والقذائف من إطلاقها من لبنان".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "الجيش الإسرائيلي يقوم ببناء قوته البرية ليس فقط لمواجهة التهديد من لبنان، ولكن من سوريا أيضا، وإمكانية نشوء نموذج مشابه لحزب الله هناك، وهذا هو السبب في أننا نستعد دائما لمناورة برية لمواجهة نيران الحزب المضادة للدبابات، وحين يأتي القرار لإرسال الجنود للمعركة، فإن الحديث يدور بعد كل فصول الصيف، عن أن يكونوا مصحوبين بـ"ساق دفاعية" تمر عبر الأرض داخل الحدود، مع دفاع جوي".
وأوضح أن "المشكلة التي تواجهنا أن الثمن الذي يتعين علينا دفعه في كل مرة يزداد، كما حصل في حرب غزة 2014 ذات الخمسين يوما، لكن التهديد من الشمال مفاده إطلاق 1500 صاروخ يوميًا، مما يستدعي الحاجة للوصول لوضع يمكن فيه المناورة في عمق لبنان، بحيث نكون قريبين منه برياً، مما سيجبر مقاتليه على الخروج والقتال، من خلال تكثيف الضربات الجوية تارة، ونيران المدفعية تارة أخرى، بجانب الأنظمة الرقمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الميدان".
لا يخفي ضباط جيش الاحتلال أن الأحداث الميدانية الأخيرة في الضفة الغربية، وتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية، وتكثيف انتشار الجيش فيها، ألحقت أضرارا بجدول التدريب لقوات المشاة، مما يتطلب طرح القضية لمناقشة معمقة في هيئة الأركان العامة خشية فقدان جنود الاحتلال لمعيار الكفاءة، ولذلك فإنهم يخشون من استنزاف القوى البشرية في المواجهة مع الفلسطينيين، مع أن الاحتلال في العموم لا يستطيع تحمل استنزاف الحروب، ولذلك فهو يسعى لخوض حروب قصيرة وحاسمة.