أعلنت وكالة الأنباء الرسمية للصين، الأحد، أن اللجنة المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الحاكم اختارت الرئيس الصيني شي جين بينغ أمينا عاما للحزب لفترة ثالثة تاريخية من خمس سنوات خلال عملية تصويت جرت في جلسة مغلقة.
ويمهد تعيين شي أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني لفترة ثالثة، تثبيته رسميا على رأس الدولة الصينية لولاية جديدة في آذار/مارس 2023، لخمس سنوات أخرى على الأقل، بعدما أزاح أي معارضة في البلاد وداخل صفوف الحزب.
وسعيا للبقاء في السلطة، أجرى شي في 2018 تعديلا دستوريا ألغى بموجبه حد الولايتين المفروض على الرئيس.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة أن شي "عين كذلك رئيسا للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب والتي تم انتخابها مؤخرا، ورئيسا للجنة العسكرية المركزية".
ونجح شي، الذي يترأس الصين منذ عقد، في تحويل الصين إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم وتشكيل جيش هو من الأقوى في العالم.
وبالرغم من تركيز السلطات بشكل شبه تام بين يديه، يواجه الرئيس تباطؤاً اقتصادياً قوياً نتج بصورة خاصة عن سياسة "صفر كوفيد" التي اتبعها مع ما تضمنته من تدابير إغلاق وحجر متواصلة، وتفاقم الخلافات والخصومة مع الولايات المتحدة وانتقادات دولية على صعيد حقوق الإنسان.
وعين شي حلفاء له بين الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة التي تمسك بزمام السلطة الفعلية في الصين، ومن بينهم لي كيانغ رئيس الحزب في شنغهاي، ودينغ شويشيانغ رئيس مكتب شي جينبينغ، ولي شي رئيس حزب مقاطعة غوانغدونغ (جنوب)، وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من قصر الشعب في بكين.
وأعلن شي في كلمة ألقاها أمام الصحافة في قصر الشعب أنه "لا يمكن للصين أن تتطور بدون العالم، والعالم أيضا بحاجة إلى الصين".
وأضاف "بعد أكثر من أربعين عاما من الجهود الحثيثة من أجل الإصلاح والانفتاح، حققنا معجزتين: تنمية اقتصادية سريعة واستقرار اجتماعي بعيد الأمد".
وتعهد بـ"العمل بجدّ لإنجاز مهامنا" شاكرا "بصدق الحزب بكامله للثقة التي أبداها لي".
غياب تام للمرأة
ولا يضم المكتب السياسي، هيئة القرار في الحزب الشيوعي الصيني، أي امرأة في صفوفه لأول مرة منذ 25 عاما، وفق ما أظهرت تشكيلته الجديدة التي أعلنت الأحد.
وتقاعدت سان شونلان، المرأة الوحيدة التي كانت بين الأعضاء الـ25 في المكتب السياسي السابق، ولم تعيَّن أي امرأة بين الأعضاء الجدد.
ويضمّ المكتب السياسي الجديد 24 عضوًا. وكان هناك 11 امرأة فقط السبت في التشكيلة الجديدة للجنة المركزية المؤلفة من 205 أعضاء.
وجاء الأحد في رسالة "تشاينا نيكان" China Neican الإخبارية المتخصصة أن "النساء ما زلن غير ممثلات بشكل كاف في قمة الهرم السياسي الصيني".
ولفتت الرسالة إلى أن نسبة النساء في اللجنة المركزية الجديدة تراجعت من 5,4 بالمئة إلى 4,9 بالمئة.
وأضافت: "للتذكير، تمثّل النساء 48,8 بالمئة من سكان الصين و29,4 بالمئة من أعضاء الحزب الشيوعي".
وجاء التغيير في الهيئات الحاكمة الصينية، بما في ذلك فوز شي جينبيغ بولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب الشيوعي، في ختام المؤتمر العشرين للحزب السبت.
واختتم الحزب الشيوعي مؤتمره العشرين السبت بعد أسبوع من المداولات في جلسات مغلقة، بتجديد 65 بالمئة من أعضاء اللجنة المركزية التي تعتبر بمثابة برلمان داخلي للحزب.
ويبدو أن رئيس الحزب في شانغهاي لي كيانغ سيكون رئيس الوزراء المقبل، رغم إدارته الفوضوية للإغلاق المطول المفروض على المدينة في الربيع الماضي. وسيخلف بذلك لي كه تشيانغ الذي سيتقاعد.