ما ورد على لسان الريسوني أمر لا يستحق الرد في مضامينه لكون الرجل لايمثل وزنا رسميا أو اعتباريا مهما في المغرب، ولأن وجود موريتانيا يشكل حقيقة تاريخية امتدت على هذا الفضاء مابين الأندلس شمالا وبلاد السودان جنوبا، تشهد بذلك أعمال المؤرخين وشواهد الآثار التي لا تزال قائمة في المغرب وإسبانيا، كما هي حقيقة قائمة اليوم على الأرض بحكم الشرعية الدولية وجهود أبنائها وتضحياتهم، ولا نستجدي في ذلك اعترافا من أي كان، والخطأ التاريخي الحقيقي هو وجود رجل بعقل صغير كهذا على رأس هيئة "علمائية" لاعلم له بأبسط أبجديات التاريخ ولا أقرب حقائق الجغرافيا وأكثرها عنادا.
كنت أتمنى على الريسوني أن يهتم بالشأن المغربي الداخلي وأن يملك الجرأة للإدلاء بموقف أيَّ موقف عن التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وأن يتكرم بالإساءة إلى علاقات المغرب مع هذا الكيان بدل الإساءة إلى علاقاته مع موريتانيا والبون شاسع.
مهما كان فإن علاقات الأخوة مع المغرب الرسمي والشعبي ستظل أقوى، ولن تنال منها هذه "الريسونيات" كما لم تنل منها من قبل أوهام علال الفاسي أو تخاريف شباط.