علقت صحيفة "هآرتس" العبرية على الصواريخ التي أطلقت من غزة نحو المستوطنات الإسرائيلية، مساء الجمعة، وأدت إلى حالة من الذعر وسط المستوطنين الإسرائيليين، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية.
وقالت "هآرتس" في افتتاحيتها الأحد، إن "الصواريخ التي أطلقت من غزة نحو إسرائيل وقصف سلاح الجو الإسرائيلي، كل ذلك حطم دفعة واحدة نشوة التطبيع الهزيل مع السعودية".
وأوضحت أن "تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق السعودية، وتواجد صحافيين إسرائيليين في جدة، وبيان مشترك عن منع السلاح النووي عن إيران وباقي إشارات التطبيع، لا يمكنها أن تحل محل التهديد الملموس، الفوري والأخطر الذي يحدق بإسرائيل من الشرق ومن الجنوب".
وعبرت الصحيفة عن خيبة أملها من بايدن لأنه "تبنى الفكرة الإسرائيلية التي تقول: في هذا الوقت لا يوجد احتمال سياسي لتقدم المسيرة السياسية وتنفيذ حل الدولتين"، منوهة إلى أن "هذا من ناحية الرئيس الأمريكي، هو نزاع هامشي لا يهز حتى علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية، لكن بايدن ومواطني الولايات المتحدة ليسوا هم الذي يهددهم النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهم ليسوا ملزمين بالرغبة في السلام أكثر من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضافت: "في نفس الوقت، كان يمكن أن نتوقع من الضيف الأمريكي الذي يرفع علم حقوق الإنسان كأساس مركزي في سياسته الخارجية بل وتكبد عناء التشديد على أنه لا يخشى الصدام مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مسألة قتل الصحفي جمال خاشقجي، أن يبدي ذات الجرأة والتصميم حيال مضيفيه الإسرائيليين".
ولفتت "هآرتس" إلى أن "إدارة بايدن تعرف جيدا المعطيات القاسية التي بموجبها في الأشهر الستة الأولى من 2022، قتل (على يد جيش الاحتلال) في الضفة 60 فلسطينيا مقابل 70 في 2021، و19 في 2020، وهي على علم بأن تعليمات فتح النار عدلت، كي تتيح إطلاق النار حتى نحو راشقي الحجارة".
وذكرت أن "وزارة الخارجية الأمريكية، تتابع على مدى السنين استخفاف الجيش الإسرائيلي في تحقيق أحداث إطلاق النار، وتعرف أن هذه السنة لم يفتح إلا تحقيق شرطي في 16 حادثا فقط، وهي أيضا لا تعد بنتائج مدوية".
ونوهت إلى أن "السفارة الأمريكية تتلقى تقارير جارية عن الأعمال الليلية (اقتحام للمدن وإعدامات ميدانية واعتقالات) لقوات الجيش الإسرائيلي التي تقتحم منازل مواطنين أبرياء، ترعب الأطفال والنساء، تعتقل بلا مبرر وتطلق النار في الشوارع فقط كي تلقي الرعب في قلوب الفلسطينيين".