وجه الممرض الموريتاني المشهور و الكاتب الصحفي المنبوح و المدون الكبير حبيب الله ولد أحمد رسالة مفتوحة لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هذا نصها :
إلى رئيس الجمهورية :
صاحب الفخامة محمد الشيخ الغزوانى
تجاوز السيل الزبى ويتعين الآن أن نخاطب فيك روح المواطنة والقيادة والحرص على مصلحة الوطن الموريتاني ومواطنيه
وأما انا فسأصارحك باعتبارك رئيسى وباعتبارى مواطنا موريتانيا مهموما بكل هذه الأوضاع الصعبة لبلدى ومواطنيه
صاحب الفخامة
ليس غريبا أن يصرخ العامة فى وجهك درجة حنينهم لسلفك
كل رؤساء العالم يتعرضون لمواقف مشابهة
تم صفع الرئيس الفرنسي فى تظاهرة عامة واستقبل رؤساء بالبيض الفاسد وبالهتافات المناوئة لهم
إذن ليست مشكلة
ولكن طبيعة الصراخ فى وجهك والفئات العمرية التى هتفت ضدك(من 15إلى 40 سنة) تشعرنى شخصيا بالرعب
أن يستجير جيل جديد من ( رمضاء) حكمك ب( نار) عشرية سلفك فذلك يعنى أن أمورا غير مالوفة بدأت تعبر عن نفسها
صاحب الفخامة
رفع أسعار المحروقات قرار بالغ السوء لايمكن اتخاذه بالبساطة التى راينا ولاتبريره ب(اقبح ماقيل فى التبرير) وهو أن( الدولة تحملت كثيرا فى سبيل استقرار اسعار المحروقات والآن على المواطن تحمل بعض اعباء تلك الأسعار ) والمخجل أن الكلام لوزير مثقف عالي الشهادات والخبرات
إن زيادة أسعار المحروقات تعنى تلقائيا وتعرفون ذلك زيادة اسعار النقل والشحن والخبز والمواد الاستهلاكية كلها
والدول تفكر الف مرة قبل اتخاذ قرارات رفع أسعار المحروقات( وربماخمسمائة مرة قبل قرار تخفيض تلك الأسعار )
ماحدث أمر سيئ تماما فالقرار تم التحضير له( بوليسيا) لا اقتصاديا ولاسياسيا ولا اجتماعيا فقط قيل إن البلاد تعيش ازمة محروقات وامتدت طوابير السيارات بحثا حتى عن( ملعقة) بنزين
كان ذلك حجرا ملقى فى مياه راكدة حسب طريقة سقوطه وتموجات المياه تقدر الحكومة ردة الفعل لدى العامة على فكرة رفع أسعار المحروفات
بلغت الحكومة درجة النشوة ف( الضفدعة) ابتلعت إبرة وانبوب الاختبار واستسلمت للتجمد الدماغي دون حراك أو تصرف من اي نوع
كان الهدف أن يكون الناس على استعداد لشراء المحروقات باي ثمن فلتر بنزين ب1000اوقية افضل من لتر بنزين مففود
صاحب الفخامة
اظن بأن لديكم فى رئاسة الجمهورية عشرات المستشارين والمكلفين بمهام والملحقين ياخذون رواتب كبيرة من المال العام للقيام بمهام لصالح البلاد وشعبها
ليس طبيعيا أنهم لايقومون باعمالهم كما ينبغى ولكى لااظلمهم اقول إننى لست متاكدا من انك تستشيرهم أو تكلفهم بدراسة ملفات الشان المحلي بالغة التعقيد والحساسية
عادة ياصاحب الفخامة يقوم الرئيس عند التفكير فى اي قرار( طوارئ إعلان حرب زيادة أسعار المشاركة فى قمم أومؤتمرات الدعوة لانتخابات عاجلة أو آجلة زيارة بلد استدعاء رئيس اوملك لزيارة البلاد إطلاق مشروع وطني كبير أو فسخ عقد مع جهة اجنبية اتخاذ موقف من حرب اقليمية اودولية...) باستدعاء مستشاريه ومعاونيه المختصين بالملف( طاقم الرئاسة عادة لفيف من السياسيين والعسكريين والعلماء والاطباء والفقهاء والبيطريين والإعلاميين و الدبلوماسيين والمهندسين بمختلف تخصصاتهم) لدراسته مع مهلة وقت تكفى لنقاشه والإحاطة بجميع جوانبه بالتنسيق مع القطاع الحكومي المعني ثم تناقش الخلاصات مع الرئيس ليتخذ القرار وهو على بينة من امره
مثلا قرار رفع أسعار المحروقات كان ينبغى تشكيل لجنة رئاسية فنية قطاعية حكومبة تدرسه سياسيا وسياديا اقتصاديا واجتماعيا آخذة بعين الاعتباروضع الطاقة إفليميا وعبر العالم فى مقارنات ومقاربات تساعد على وضع القرار فى سياقاته
تعمل اللجنة على دراسة آثار القرار السلبية على حياة الناس خاصة الفقراء وإن كان له وجه إيجابي تتم أيضا دراسته بمعرفة خبراء فى الطاقة وكذلك خبراء اقتصاديون واجتماعيون ولاغضاضة فى ان تستعين اللجنة باستشارة خصوصيين محليين ميدانيين او خبراء أجانب مؤتمنين
تاخذ اللجنة وقتا يكفيها( نصف شهر شهر شهران....) ثم تجتمع بالرئيس والوزراء المعنيين بالقرار( النفط والطاقة التجارة التجهيز والنقل الداخلية) وبعد نقاش معمق لايهمل أيا من جوانب القرار( توقيته أهميته وجدواه الاقتصادية والسياسية آثاره على السوق المحلية وعلى المواطنين الفقراء آثاره الاجتماعية والأمنية ) يتم اتخاذه أو التراجع عنه طبقا للمسار العام لعمل اللجنة
صاحب الفخامة
يبدو القرار ارتجاليا متسرعا وإلا فأين الإجراءات الحكومية المصاحبة له والتى تخفف وقعه المؤلم اقتصاديا واجتماعيا على عامة الناس؟
صاحب الفخامة
القرار دخل حيز التنفيذ ولكن غياب صرامة حكومية فى منع الفوضى والمضاربات حوله إلى قاصمة ظهر فالجميع تسلق ظهر المواطن المنكوب الناقلون والتجار والسماسرة
فتعرفة النقل اليوم يحددها الناقل وفق مزاجه إذ لاشعور لديه بوجود سلطة تحمى ظهر المواطن
وسعر البضاعة يحدده التاجر دون وازع أو رادع وهكذا
إنهم لايرعون إلا ولاذمة فى المواطنين ومعاناتهم
صاحب الفخامة
رفع أسعار المحروقات ليس عارا فثمة إكراهات إقليمية وعالمية ربما فرضته ولكن العار عجز الدولة عن وقف المضاربات فهي لاتستطيع تثبيت تعرفة النقل حتى بين( وقفة لحمار) و( لحفيره)
ولاتستطيع تثبيت سعر أية مادة استهلاكية لأنها غائبة سلطة وسطوة ومغيبة مهابة ومعنى
العار أن لاتتخذ إجراءات موازية لرفع أسعار المحروقات للتخفيف من آثار القرار المجحف بالمواطنين الأقل دخلا
صاحب الفخامة
دعنى استدرك بالقول إن الناقلين المستفيدين من القرار هم النافذون المتحكمون ولا اعنى اصحاب سيارات أجرة( ورف) و( لمغيطى) و( كدج) و( عرفات) و( الرياض ) وغيرها من بؤر الفقر حيث لايقل الناقل فقرا عن المنقول
ولااعنى ناقلى( تيك توك) الذين قلم قرار رفع اسعار المحروقات اظافرهم وضرب فى الصميم قدرتهم على التحمل
ولا اعنى ناقلى( النيكابات) بين العاصمة والداخل أو بين مدن الداخل واريافه فما فى المدينة احوج منهم
صاحب الفخامة
لا اعرف هل هناك بين حكومتك واغلبيتك من يحفرون لك ولكن يقبنا ثمة قرارات وخطوات اتخذتها اكاد اجزم بانك لم تدرسها حق دراستها
مثلا قرار رفع اسعار المحروقات يكاد يكون اتخذ وانت فى ملابس الإحرام ولم تاخذ قسطا من الراحة بعد حجك المبرور وسعيك المشكور بإذن الله
ثم أن تصدق على رفع السعر يوم الجمعة والإمام على المنبر وتحضر يوم السبت الموالى للتظاهرة الرياضية الاضخم محليا فذلك شيئ لم تشربه عقولنا نحن أهل( كبة مندز).
صاحب الفخامة
نعم يجب سجن دعاة الفتنة والمحرضين على العنف ولانريد أن تأخذك بهم رافة ولاشفقة ولكن لايعنى ذلك رمي كل من قال إن الأوضاع سيئة فى السجن
الأوضاع سيئة نقولهاوامرنا لله لكننا نرفض الإساءة إليك شخصيا ونرفض الدعوة للعنف والتحريض عليه
صاحب الفخامة
لاتثق فى المحيطين بك حتى لونضج جلد( الإتحاد) واستبدل لهم بجلد( الإنصاف )
خذ لوائحهم وارشيفهم المسموع والمرئي والمكتوب واسأل رفيقك عزيز عنهم
ثم اسال هيدالة وولد الطايع ثم عد للعاشر يوليو 1978 وانظر اين كانوا واين هم الآن وخمن اين سيكونون غدا
هم اقوياء بك وإن ضعفت( ماشافوك ماراووك)
حكومتك أيضا وحتى لا( أشح) بك حكومة ضعيفة باهتة باستثناء وزيرين أو ثلاثة يعملون بمسؤولية وطنية ويتطلب ذلك مسح الطاولة او ضربها بقوة على الأقل
صاحب الفخامة
انا موظف وظيفة بسيطة
كنت احتاج 3000اوقية قديمة( تكاليف محروقات) للذهاب والعودة من و إلى مركز القلب خارج العاصمة حيث اعمل
لاحظت أنه اصبح علي إنفاق 4500اوقية بعد الزيادة الاخيرة المباركة فى سعر المحروقات
حسنا على الأقل لدي( كلاطة) اتنقل عليها ولدي راتب انفق منه عليها رغم ان( البنك) ياخذ منه( نفقة) و( كسوة) مقابل قرض أكثر إجحافا من قروض صندوق النقد الدولي للدول الفقيرة فماهي وضعية مواطن بسيط لايملك راتبا ولا( كلاطة) يقطن فى اقصى نقطة من مقاطعة( الرياض ) ولديه مواعيد اسبوعية مع طبيب فى مركز القلب ...؟!!
صاحب الفخامة
لابد من مراجعة وضعية الأسعار بصفة عامة خاصة المحروقات حتى لاتدفع ظروف سيئة معيشيا بعض المواطنين للتفكير بطريقة لانريد لهم أن يفكروا بها
صاحب الفخامة
لاخير فينا إن لم نقل كلمة الحق حرصا على وطننا واستقراره ولحمة شعبه
إن هذه اللحظات تستدعى منكم الإصغاء للذين يبكونكم بالحقيقة لا الذين يضحكونكم ب( اسكتشات) الكذب والنفاق والتلميع والصور المتفائلة لواقع متشائم
شكرا سيادة الرئيس