تشهد الحرب في أوكرانيا، تطورات ميدانية مهمة، الجمعة، في مقدمتها استعادة القوات الأوكرانية السيطرة على جزيرة الثعبان الاستراتيجية، ووقوع 17 قتيلا في مدينة أوديسا بقصف روسي.
وأكدت أوكرانيا انسحاب القوات الروسية من جزيرة "الثعبان" التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى من الحرب على أوكرانيا.
في المقابل، قالت موسكو؛ إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية"، بعدما حققت أهدافها، ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وسط وساطة تركية.
وتقع هذه الجزيرة التي فيها وجود عسكري، جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني، حيث تتكدس ملايين الأطنان من الحبوب، ويقع قبالة مصب نهر الدانوب.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماما. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة؛ لأنه "بات عاجزا عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية".
وأوضح أن "العدو فر على متن زورقين سريعين".
وقال الجيش الأوكراني؛ إن "الروس خلال انسحابهم، فجروا معداتهم العسكرية وفقدوا مروحية في البحر".
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيليسكي مساء الخميس: "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية، وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود (..)، هذا لا يعني أن العدو لن يعود، لكن ذلك يحد بشكل واسع من تحركات المحتلين".
قتلى في أوديسا
في حين قتل 17 شخصا في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا.
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية؛ إن صاروخا أطلق من "طائرة استراتيجية" أسفر عن سقوط "14 قتيلا و30 جريحا، بينهم ثلاثة أطفال".
وأصاب صاروخ آخر أطلق من الطائرة نفسها مبنيين آخرين يقعان على مسافة قريبة، ما أسفر عن سقوط "ثلاثة قتلى بينهم طفل".
وكان المتحدّث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك، قال في وقت سابق؛ إنّ "الصاروخ أصاب مبنى سكنيا من تسع طبقات، يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر"، التي تبعد حوالي 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا.
وانتقد الناطق رواد الإنترنت الذين يبلغون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحركات القوات الأوكرانية وأجهزة الإغاثة.
وأضاف في تصريح للتلفزيون المحلي: "ثمة عملية إنقاذ جارية، لا تكتبوا أين ومن وكيف!" لعدم تعريض العسكريين للخطر، من دون أن يوضح المكان المحدد للضربة.
"أوضاع صعبة" في ليسيتشانسك
في حين، أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعبا للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا، حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.
وتعد ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك، إحدى محافظتي منطقة دوبناس التي تريد موسكو السيطرة عليها كليا.
كييف تصدر الكهرباء إلى أوروبا
على صعيد الطاقة، أعلنت أوكرانيا أنها بدأت تصدر الكهرباء بكمية "كبيرة" إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا.
وقال رئيس أوكرانيا التي وافق الاتحاد الأوروبي على ترشيحها للانضمام إلى الاتحاد الأسبوع الماضي، "قطعنا مرحلة مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "نستعد لزيادة الإمدادات"، مشددا على أن "الكهرباء الأوكرانية يمكنها تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستهلكه الأوروبيون".
وتابع: "هذه ليست مسألة عائدات من الصادرات بالنسبة لنا، بل مسألة أمن أوروبا برمتها".
وربطت شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية في منتصف آذار/ مارس ما يساعد البلاد على مواصلة عملها رغم الحرب.
وكانت الشبكة الأوكرانية موصولة بالشبكة الروسية حتى بدء الغزو الروسي لها في 24 شباط/ فبراير، وعملت بعدها بشكل مستقل.
وغردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الخميس، قائلة: "اعتبارا من اليوم، تريد أوكرانيا تصدير الكهرباء إلى سوق الاتحاد الأوروبي".
وأكدت أنه "سيوفر ذلك مصدرا إضافيا للكهربا للاتحاد الأوروبي وعائدات مهمة جدا لأوكرانيا. والطرفان يكسبان".