تستعر الخلافات داخل المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف، على خلفية إصدار رئاسة المؤسسة ممثلة بالشيخ سالم مسلط قرارات باستبعاد أعضاء من الائتلاف، وحل كتل كانت ممثلة فيه، وتعديل النظام الداخلي.
وردا على قرارات رئاسة الائتلاف، أعلن الأعضاء الذين جرى استبعادهم عن الائتلاف عن تشكيل كيان جديد تحت مسمى "الائتلاف الوطني السوري- تيار الإصلاح".
"انقلاب"
وفي أول بيان صادر عن التيار، وصف الأعضاء ما جرى بـ"الانقلاب في مؤسسة الائتلاف نفذته زمرة دخيلة"، وتعهدوا بكشف مكامن الخلل، وفضح الفاسدين أمام الشعب السوري.
وأكد أن الائتلاف يشهد "حالة انقلاب على يد فئة مرتهنة"، مشددا على أن عملية الانقلاب "تنفذها زمرة دخيلة على الصف الوطني"، وفق وصف البيان.
وأعلن التيار عن التزامه بالعمل على طرح خطط الإصلاح الجدية للائتلاف أمام الرأي العام السوري، وكشف مكامن الخلل والفساد، وفضح الفاسدين والدخلاء مهما كانت خلفياتهم، وكشف أعمالهم وفسادهم وارتباطاتهم.
التيار ليس جديدا
وعن خلفيات تشكل التيار الجديد، قال رئيس "حركة العمل الوطني من أجل سوريا"، أحمد رمضان، إن "تيار الإصلاح في الائتلاف الوطني السوري ليس جديدا، ويضم أعضاء من كافة المكونات".
وحول أهداف التيار، أضاف رمضان لـ"عربي21" وهو رئيس "حركة العمل الوطني من أجل سوريا" الذي ألغى الائتلاف تمثيلها: "التيار يهدف لطرح خطط الإصلاح الجدية للائتلاف أمام الرأي العام السوري، وكشف مكامن الخلل والفساد والمتورطين فيها".
ورأى أن التيار الجديد "وطني ويعبر عن حقيقة أهداف الائتلاف المنسجمة مع غايات الثورة السورية".
وأوضح أن من الأهداف الأخرى "فضح الفاسدين والمتسلقين والدخلاء على الثورة السورية مهما كانت خلفياتهم، وكشف أعمالهم وفسادهم وارتباطاتهم، ونزع الشرعية عن الفئة المتسلقة على شؤون الائتلاف، وانتخاب قيادة وطنية جديدة".
وثمة أهداف أخرى، حسب رمضان، وهي وضع الشعب السوري في صورة ما يُحاك من دسائس عبر الفئة المرتهنة، ومحاولة فرض أجندات وتنازلات مريبة في المفاوضات، ومخاطبة الدول الشقيقة والصديقة، وشرح أوضاع الائتلاف المزرية، وحالة الشللية التي يعاني منها، ورفض رئيس الائتلاف سالم المسلط الانتقال إلى الداخل المحرر، والفساد الذي ينخر الحكومة المؤقتة، وعجزها عن القيام بواجباتها في خدمة الشعب السوري وملايين المهجرين.
وردا على سؤال "عربي21"، "لماذا لم ينشط التيار إلا بعد القرارات الأخيرة؟"، قال رمضان: "لأن التيار كان يعمل داخل المؤسسة، ويخوض مواجهات تنظيمية وقانونية مع مجموعة متسلقة يترأسها رئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالرحمن مصطفى، الذي يستخدم المال العام لأغراض بناء النفوذ، وآخرين مثل بدر جاموس وسالم المسلط، ولكن مع انسداد أفق الإصلاح في الداخل وإبعاد الكفاءات والخبرات وإغلاق الدوائر الفاعلة، تقرر أن يعمل تيار الإصلاح بشكل مباشر، ويتوجه إلى الرأي العام السوري، وهدفه التغيير والشفافية والمحاسبة والمساءلة"، على حد قوله.