شخصيًا لم يفاجئني حديث ولد الغزواني، لأنه في واحدة من أولى خرجاته الإعلامية بعد تنصيبه، حين زار مستشفى الشيخ زايد في شهر ديسمبر 2019، صدرت عنه تصريحات مشابهة.
وفي لقاءات عديدة للرئيس مع سياسيين ومثقفين، كان يقول نفس الشيء، إذ أن المصارحة والمكاشفة كانتا من أهم مصادر قوته كمحاور ومفاوض.
بحسهم الفكاهي سك موريتانيو الفيسبوك مصطلح "المشوي"، وأطلقوه على حالة الذهول التي تصيب من يلتقون بالرئيس، حين يخرجون وهم يثنون على الرجل، فيما لم يزد على أن كان "صريحا" معهم.
ثم إن حديث الرئيس عن الفقر لم يفاجئني، لأن كل شيء يفاجئ في هذا البلد إلا البؤس والحديث عنه.
شيء آخر لفت انتباهي، حين سألني صديق عن "حرارة الصدق" في حديث الرئيس، فقلتُ له إنني لم ألمس فيه حرارة الصدق، بقدر ما وجدتُ فيه من المحاججة السياسية.
فالرجلُ يتحدث مع جالية في دولة غربية، ونحن نعلم هيمنة الجاليات الغربية على النضال الافتراضي، أو ما أحب أن أسميه "جوقة" الفيسبوك، وبالتالي كان حديثه محاججة مع "بالونات" النضال الأزرق، إنه يقول لهم باختصار: عودوا للواقع وخلوكم من الخيال والفيافي، دولتكم أفقر مما تتخيلون!
كما أنه يعيد تأميم "جلد الذات" بعد أن هيمنت عليه أصوات "خارجية"، قادمة من أوروبا وكندا والولايات المتحدة.
إذًا هو حديث مُعاد، في محاججة سياسية.
الصحفي الشيخ محمد حرمه