ترك وصية عند صاحب الدكان الصغير الواقع جنب بيته بعرفات مفادها أن البيت مخصص للإيجار وأن الماء مقطوع عن البيت غير أن أحدا ما سيتكفل بإعادته ،
قبل صاحب المحل الوصية،
سافر الى ولاية الحوض الغربي وانشغل بفصل الخريف ،
وقبل أن تبدأ الأمطار بالتهاطل على العاصمة بشهر تقريبا، وتغرق في الوحل ، جاء رجل مسن من (إدابلحسن ) إلى صاحب الدكان يسأله عن بيت للإيجار، فدله على البيت وقال له بأن البيت لا ينقصه إلا الماء ،لكنه طمأنه بعودة الماء خلال بضعة ايام الى المنزل ، فوافق الرجل وأعطاه الإيجار مقدما (أفانص) بعد يومين رن هاتف صاحب الدكان وكانت المكالمة من صاحب البيت(الدار ما ادخله الماء ؟ مافات ، ما انكرات ؟ اكراه حد يغير مشترط يدخلله الماء ، اياك اعطاك أفانص ؟ والله ، عندك رقم تلفون الراجل اللي اكر الدار ؟ والله ، أعطيهلي ، أعطاه الرقم)
اتصل بالمؤجر وسلم عليه وقال له (الماء ادور يدخل اكريب فم حد خليتو لاه ادخلو للدار والواعر ألا الإيجار اتم يندفع اول اشهر ) وانقطع الخط،
بعد مضي شهر والرجل ينتظر...
تهاطلت الأمطار بكميات معتبرة على العاصمة وأصبح البيت شبه غارق في الماء ،
وجاء الشهر الثاني والرجل مازال ينتظر
جاءت المكالمة الثانية للرجل الحسني المؤجر قادمة من الأعماق (ألو ،انت اشحالك ، الحمدلله ما اعلين كون الحمد ،
*الدار ما ادخلله الماء ؟
* ماشاء الله ، والله ماه ش مقيس كاع ،
فرح صاحب المنزل وقطع الاتصال،
حاول أن يتصل بصاحب الدكان فلم يتمكن ،
عاود عليه الاتصال بعد اسبوعين،
(ألوه، انت مشيلي ذاك افانص ،
كالو ذاك ما افهمتو ؟ كالو افانص اشهر الثاني ، كالو الدار ما اتل فيه حد ،
كالو اماله ؟ الراجل خاظه ؟
كالو والله الراجل ما اودخلو الماء للدار اوخاظه ،
* لى آن النو ماكالي عن أودخلله الماء ؟- وبنبرة شرقية مخنوقة -
رد عليه صاحب المحل ذاك الكالك الا خالك منو ش
وقطع الخط ، عاود الاتصال مرات فلم يكترث له صاحب الدكان ،
وبقي صاحب اهل الحوض يحكك كفيه تارة ويقلبهما تارة أخرى، وهو في حيرة مما حصل ، (البيت ادخلو الماء ...والراجل خاظو بيه كلت الماء ) ولم يستوعب الأمر، فبقي حائرا يفكر ويمسك حاجبيه بأصبعيه.
قال الراوي : ولا أظنه الا قطع اجازته ليستوضح الأمر .
نقلا عن صفحة المدون : Mouhamed Al Moustafa