قبل وقت قليل من تدشينها تعرّضت اللوحة الفنية التي تخلّد ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري في مدينة أمبواز الفرنسية الى التشويه.
اللوحة التي تحمل اسم "ممرّ عبد القادر " نحتت على صفيحة حديدية، وأنجزها الفنان الفرنسي ميشال أوديار في الذكرى ال60 لإستقلال الجزائر.
وتندرج اللوحة التي تعرضت لضرر كبير في الجزء السفلي منها، ضمن تقرير للمؤرخ بنجامين ستورا عن قضايا "الذاكرة المتعلقة بالإستعمار وحرب الجزائر"، التي سلّمها الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي الى الجزائر.
وقال رئيس فرقة الشرطة هوج لويز، بأن "اللوحة كانت في حالة جيدة منذ وضعها قبل 10 أيام"، فيما لن يتبن أي أحد هذه العملية.
من جهته، أعلن النائب العام في مدينة تور غريغور دولان عن فتح تحقيق في "تخريب خطير لملك المصلحة العامة وملكية شخص عمومي".
وأسفرت عملية التشويه هذه عن جملة من التصريحات المنددة، في مقدمها تصريحات لماكرون الذي أكد أن "الجمهورية لن تمحو أي اسم أو أثر من تاريخها ولن تنسى أياً من إنجازاتها.. ولن تزيل أي تمثال".
أما وزير الداخلية جيرالد دارمانان فقد وصف ما جرى بأنه عمل غبي للغاية، معتبراً أن "تنامي الأعمال المعادية للدين ليس مؤشراً جيداً على صحة المجتمع الفرنسي".
من جانبه، ندّد سفير الجزائر لدى فرنسا محمد عنتر داود بما جرى داعياً إلى "تجاوز ذلك، لأن التقارب الفرنسي الجزائري مستمر في وجود إرادة مشتركة للتقدم إلى الأمام".
وكذلك الأمر بالنسبة إلى المؤرخ بنجامين ستورا الذي ندد بما أسماه "ظلامية وجهل" من خرب اللوحة الفنية.
وقال: "من فعل هذا، لا يعرف شيئاً عن تاريخ فرنسا، إنهم أمّيون بلا ثقافة، لا يعرفون من هو الأمير عبد القادر الجزائري"، فيما أبدى أودريار أسفه لرؤية عمله محطماً جزئياً، معلقاً: "هذا تخريب مع سبق الإصرار والترصد".