صدر حديثاً عن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت، كتاب "أفريقيا والعرب والاستعمار: دراسات في فكر علي مزروعي" لمجموعة من الباحثين.
الكتاب الذي حرره محمد عاشور مهدي، يناقش مجموعة من الأطروحات الفكرية والسياسية التي قدمها المفكر الأفريقي علي مزروعي حول عدد من القضايا الأفريقية والعربية، وهي: العلاقات العربية - الأفريقية، والهوية الأفريقية، والإسلام والغرب، والصهيونية، وهي قضايا وأطروحات تعكس موسوعية المفكر علي مزروعي، الذي تضمنت كتاباته الكثير من الأفكار والمقاربات المبتكرة والجريئة، مثل "الميراث الثلاثي للقارة الأفريقية" و"المقارنة بين الحركة الصهيونية والعنصرية في جنوب أفريقيا"، ودعوته إلى ما عُرف بـ"الاستعمار الحميد"، أو "الاستعمار الأفريقي - الأفريقي"، أو دعوته إلى الاندماج العربي - الأفريقي في ما سمّاه "الأفرابيا"، وبيانه لمناطق التلاقي والخلاف بين العالم الإسلامي والغرب، وتأكيده ضرورة الاعتراف بالعوائق الداخلية في العالم الإسلامي التي تحول دون تقدمه. وهي الأفكار والأطروحات التي أثارت الكثير من الجدل حولها.
وأيًا كان الموقف من كتابات علي مزروعي وشخصه، فإن أهم ما يميِّز أعماله، وفق الناشر، هو "الوقوف مع الحق ضد الظلم، والقدرة النقدية الفائقة، وانسيابية اللغة وتدفقها التلقائي، وغزارة المعرفة ومصادر المعلومات وتنوعها، مع تنوع الموضوعات والقضايا وتعددها، وصدق حدسه في شأن الكثير منها. وهو ما جعل أمين عام الأمم المتحدة عام 2002 يصف مزروعي بأنه "هدية أفريقيا للعالم". كما وضعته مجلة "فورين بوليسي" عام 2005 على قائمة أفضل مئة مثقف على مستوى العالم".
وبحسب "مركز دراسات الوحدة العربية" فإن هذا الكتاب هو "محاولة جادة لإلقاء الضوء على بعض كتابات ذلك العالم والمفكر الموسوعي احتفاءً به وبكتاباته، وسعياً لفهم تجليات وتطورات القضايا التي تناولها في الوقت الراهن وآفاقها المستقبلية".