من حديث لمرابط محمد سالم عن سخاء عبد الله
عض أنجال الشيخ سيديا بابه بالنواجذ على ما استنه الشيخ سيديا الكبير ذات وضعه الحجر الأساس للوافر من جميل الفَعال، والكاثر من تليد الخصال...
فكانت شيمهم العلوم، والسخاء والحلوم....
وما لبثوا أن صاروا مضرب مثل للناس في كل نعت حميد:
وقد كنا نقول: إذا رأينا --- لذي جــــسم يعدُّ وذي بيان
كأنك أيها المعطى بيانا --- وجسما من بني عبد المدان
وإن يُنصب أجسامهم نحول، فبما غبنتهم أذانهم في معاشهم:
وامْعَــاذَ منْ فَعْلْ إغَلِّ --- واسْــتَطْفِيلَه واتْفَگْرِيشَه
ظَامَرْ وامْشَنْكَرْ بِيهَلِّ --- غَابَنْتُ وذْنُ في العِـيشَه
كان المباركُ طالعه يحضر - إذا استوحش من وقته - مجلس لمرابط محمد سالم ولد عدود - رحمه الله - بعيد العصر، في داره في نواكشوط، بالجانب الغربي من إدارة العقارات، حيث استكف عراؤها.
مجلس وقار، وإكبار، وإفادة، ورفادة، يحدث لمرابط بالمفيدات والمستظرفات، والمستطرفات، وما لحاضره إلا أن يعي بأذن واعية.
حدث - رحمه الله - قال: شهد الناس عام رمادة، فقلّ المأكل، وخف الملبس، وكان عبد الله ولد الشيخ سيديا - رحمه الله - الكاسب المطعم الكاسي للوافر من الناس.
اشتدت الوطأة، وضاقت الحيلة.... وأصاب عبد الله قلق، ولازمه حزن، صاحبه جفاء للحديث مع الناس، وبعد يسير تورمت يداه! ولما امتد به الحال، ألح عليه مقربون بأن يفصح لهم عن أسباب الذي هو فيه؟ فقال لهم: لا أود الإفصاح لكم عن الذي أجده، لعلمي بتعذر ما يجبره، فردوا عليه بعدم إقالته من طلبهم، وقال له أحمد ولد مَژُّوكْ: إن يكن من شيء في الدنيا يزيل عنك هذا الهم فإننا سنوجده، ولو كان وراء برك الغماد، ودونه خرط القتاد...
فقال عبد الله: إن الذي ألمّ بي قد يفارقني، إن أنا وجدت قدر كذا من "خَنْطْ" "الْـمَيْلَسْ".
ذاتها أعمل الرجال المطي ناحية "ادْوَيْرَه" طلبا لحاجة عبد الله، وبعد يسير قفلوا بالمراد.
ولما أحضروه إياه، باشر تقطيعه بيديه، وكان إذا قطع "مِلْحَفَةً" أمر بها أن تؤدى لفلانة من نساء الحي المحتاجات، وكلما تمادى في التقطيع والتقسيم تناقص ورم يديه، وما أتمه حتى انشرح صدره واستبشر، وطلب أن يعد الشاي، فحادث جلاسه، وزايله الهم، ورجع إلى معتاده.
نقلا عن صحفة الأستاذ: Ahmedou Bazeid