يرى المختار ولد داداه - رحمه الله - أن شعوب العالم الثالث آفاتها في الرشوة واختلاس الأموال العمومية، ويذكر أنه في حياته تعرّض لحالتين من الرشوة وأنّه سلم منهما.
يذكر أن الحادثة الأولى حين كان في سيلنوي سنة: 1957م، وهو إذ ذاك يرأس حكومة قانون الإطار، وقال بأنّه دخل عليه رجل اسمه محمد عبد الله ولد آدّه، ويلقّب باسم (مرابط بومديد)، وكان ثريا جدا، وأنه اشتهر بسخائه على كافّة وكلاء الإدارة الفرنسية، وقال إنه استقبله في مكتبه وبعد انتهاء السلام أخرج من جيبه رزمة كبيرة ثمّ قدّمها إليه، وقال إنها من أجل المساعدة في مهامه. وعندها قال المختار إنه أصبح في حيرة ودهشة، فهو لا يريد أخذ هذا المال بشكل مطلق، وفي نفس الوقت أن الرجل كبير في السن وليس من عادة البيظان رفض شيء يقدّمه أحد كبار السن. وفي الأخير اعتذر وقال إن منصبه الوظيفي يحتّم عليه عدم استلام أيّ شيء من أيّ أحد حتى لو كان والده.
الحادثة الثانية قال إنه كان في زيارة لليابان سنة: 1972م، وأنّه أثناء الضيافة دخل عليه مدير شركة يابانية تعمل في موريتانيا، وقدّم إليه رزمة ربطت بشكل متقن، فاعتذر عنها وشكر هذا المدير على اللباقة.
رحم الله الرئيس المختار، فقد كان رجلا استثنائيا.
نقلا عن صفحة / المهدي ولد محي الدين