كان التورط في حرب الصحراء مسألة خطيرة ومؤسفة لكنها كانت أول حرب تخاض بإسم الدولة الموريتانية .
وهي بهذا شكلت عاملا مهما في تجذر الهوية الوطنية و خلقت الفرصة لتجسد وحدة الدم والمصير.
لذا فليس من الإنصاف ،أبدا، إهمال ما حدث فيها ولو من الناحية التقنية و "الإجرائية" إذ أنها تجربة وطنية مليئة بالدروس والعبر فضلا عما اجترح خلالها من بطولات وبذل بموجبها من تضحيات بغض النظر عن المسألة الشرعية والرغبة في تجاوز مرحلة محرجة.
وبالطبع لا يمكن ولا ينبغي أن نخفى وجود بعض أوجه الفشل والتقصير الواضحين و كذلك الكثير من الأخطاء بل الخطايا.
و من منظور أهمية كتابة تاريخ البلد بكل أسفاره من جهة و واجب الحفاظ على الذاكرة اتجاه من قضوا والوفاء لكل أصحاب التضحيات أيا كانت طبيعتها فقد حصل اهتمام بتتبع تاريخ تلك المرحلة رغم صعوبة المهمة وشح المصادر وتطاول الزمن.
وقد تجسدت الحصيلة حتى الآن أن صدر - بعون الله - منذ سنوات كتيب حول قصة هجوم البوليساريو على إنواكشوط في 8 يونيو 1976م تحت عنوان " اندحار جحفل".
وفي مثل هذه الأيام من نفس سنة 1976 م حدث هجوم كبير على قلعة " عين بنتيلي" استشهد خلاله ضابط موريتاني و أي ضابط هو ! وأسر الكثيرون كما استبيحت الحامية وشعرت الأمة كلها بالإهانة.
خلال الأيام القادمة سنتناول الموضوع في حلقات تستهدف التعريف بما حصل و تستحث التصويب ممن عنده معلومات عسى أن نصل من خلال ذلك إلى الرواية الصحيحة الجديرة بالنشر في الكتب.
والله من وراء القصد.
بقلم الرائد والمؤرخ محمد ولد شيخنا.