من الأخطاء التي وقع فيها المسؤولون عن تنظيم مشاركة موريتانيا في إكسبو دبي و هي بالمناسبة كثيرة للأسف هي أنهم تعاملو مع الموضوع بعقلية محلية في تنظيم الحفلات و الملتقيات فجاءت المشاركة تماما بمستوى التفكير، فنتيجة لانعدام التجربة و عدم القدرة على الانتقاد الذاتي فقد غاب عن هؤلاء أن أول ما كان يجب أن يوضع في الحسبان هو الأهداف التي نريد تحقيقها من هذه المشاركة و من ثم دراسة احسن الطرق لتحقيق هذه الأهداف.
الواضح أن الأهداف كانت جيدة و هي التركيز على السياحة و الاستثمار و التعريف بالمنتجات الموريتانية و الواضح أن النية لدي القائمين على هذه المشاركة كانت طيبة حيث لا يمكن التشكيك في وطنية القائمين على المشروع و لا سعيهم الصادق من أجل النجاح في المهمة، لكن جاءت تفاصيل تحقيق الأهداف مخيبة بسبب الجهل التام بمكانزمات و طرق تنفيذ مثل هذه المواعيد الدولية.
لقد بدأت سلسلة الإخفاقات بالتركيز على الضيوف و المستهدفين الخطأ حيث تمت دعوة العشرات من الموريتانيين في حين أن المستهدف يجب أن يكون الأجانب و خاصة الفاعلون في السياحة و الاستثمار و تطوير المنتجات المحلية، لقد كان معرض موريتانيا في إكسبو فضيحة للبلد ذلك أن حضوره اليوم لا يزيد عادة عن العاملين فيه أو أشخاص قليلون انتهت خرحاتهم السياحية و التجارية من الموريتانيين الزائرين لدبي.
فعلا نجحت بعض الشركات في إيجاد نافذة و لو صغيرة جدا للتعريف بها كشركة اماراتية موريتانية للمجوهرات و أحد المصارف.
ما لم تدركه الهيئة الكلفة بتسيير مشاركة موريتانيا في إكسبو دبي ان هناك شركات عالمية تكلف بكل نشاط على حدة فكان على الجانب الموريتاني ان يكلف شركة بجلب الشركات و الفاعلين في مجال السياحة و ستكون نتائج عملها واضحة بسبب الخبرة في مثل هذه القضايا و كذلك كان يجب أن تكلف شركة أو مكتب عالمي بجلب المستثمرين الي يوم موريتانيا في إكسبو و ستعرف هذه الشركة كيف تقوم بعملها بسبب الخبرة و دفتر العنوانين الذي لا يحتوي بالتأكيد الأخ الايفواري.
شخصيا بالنسبة لي أرى أن الوزيرة الناهة منت حمدي ولد مكناس اجتهدت بصدق و نزاهة من أجل أن تكون مشاركة موريتانيا على مستوى التحدي لكن النجاح لم يكن حليفها للأسف بسبب ضعف فريقها و مواصلتهَم فى السير فى الاتجاه الخطأ فبإستثناء الجهد الإعلامي الذي قامت به وازرة الثقافة إبان تخليد ذكرى الاستقلال و العلاقات الشخصية لوزير الثقافة و بعض الإعلاميين فإن مشاركة موريتانيا بأكسبو دبي كانت كاريثية، و من يرى يوم موريتانيا الاستثماري و حضوره المؤسف سيدرك مدى استهتار البعض عندنا.
نقلا عن صفحة العميد/ شنوف ولد مالكيف.