إعلانات

أشياء مثيرة تحدث هذه الأيام

جمعة, 28/08/2015 - 16:59

يستغرب المتتبع للساحة الإعلامية اليوم الهجوم الممنهج على رئيس الجمهورية  محمد ولد عبد العزيز وأسرته، والأغرب من ذلك أن هذا الهجوم يصدر من شخصيات لها روابط خاصة؛ بل تكاد تكون من نفس المحيط الاجتماعي، وهو ما يفقد العملية رونقها وهدفها الوطني.

فبدلا من أن يكون النقد عاما ويرتكز بالأساس على الأفكار والسياسات التي ينتهجها النظام تحول إلى نقد شخصي وكأننا أمام حساسيات خاصة بعيدة كل البعد عن الهدف العام المتعلق بخلق رؤية لبناء وطن يسع الجميع وليس لجهة ولا فصيل سياسي معين.

إن التجريح والسب وغيره من الأفكار الهدامة لا يمكن أن يبني الأوطان بقدرما يعمل على إثارة النعرات والشحناء التي نحن في غنى عنها اليوم.

إنه علينا اليوم أن نعترف بأننا في واقع مريض، نتفرج فيه على معارضة ممزقة  طفح كيل الخلافات فيما بينها في ندوة مؤسسة المعارضة الديمقراطية أمس الخميس التي قاطعتها أحزاب المنتدى، وهي رسالة توضح أن الأمر لم يعد يتعلق بالمعارضة ولا الموقف من النظام، بقدرما تم اختزاله في مواقف شخصية لم يعد أصحابها بحاجة إلى التفكير في إصلاح المنظومة الديمقراطية ودولة القانون وإنما العمل على أشياء أخرى أشبه بالعمل السري والحركي.

فسياسة المقاطعة التي ينتهجها هؤلاء حتي مع المعارضة نفسها توضح ضعف نخبتنا السياسية وقصر نظرها، فهي عاجزة عن تقديم رؤى جديدة واستراتيجيات تمكنها من تحقيق مكاسب سياسية و تجاوز صدمة الانتخابات التشريعية والبلدية وغيرها من الصدمات الأخرى.

ففي كل مرة يتم تضييع الفرصة عبر مواقف متصلبة، فمن فشل شعار الترحيل إلى المقاطعة الأخيرة، إلي لوك الكلام والاكتفاء بتجريح الرئيس وكيل الاتهامات له دون أبسط دليل يذكر، تعتمد معارضتنا اليوم في قطيعة تامة مع آمال شعب يريد من يدافع عنه ويفكر في تعزيز مكاسبه الديمقراطية وصيانة وحدته الوطنية، لا من يجلب له الأزمات ويسعى لتهديد استقراره.

فالحوار وحده الكفيل بتجاوز الأزمات السياسية التي يعيشها بلدنا، وهي قليلة مقارنة بما تعيشه شعوب الدول المحيطة بنا سواء من هم في المنطقة العربية أوالإفريقية.

بقلم سيد محمد بوجرانه