نريد في هذه العجالة وضع هامشين أحدهما على قرار غرفة الاتهام الصادر أمس(1) و الثاني حول تقرير لجنة حقوق الإنسان(2).
1- حول بطاقة الإيداع
بداية لابد من بيان أن القرار الصادر أمس بالحبس الاحتياطي لموكلي محمد الشهلاوي ليس حكما فاصلا في أصل القضية، بمعنى آخر هو تدبير من تدابير التحقيق لا علاقة له بثبوت الإدانة أو التبرئة، هو فقط لتمكين قاضي التحقيق من مواصلة التحقيق الذي يعول عليه في جمع أدلة الإدانة أو البراءة، و قد يصدر قاضي التحقيق بعد ختم التحقيق أمرا بأن لاوجه للمتابعة و قد يحال المتهم إلى المحكمة التي ستقرر الإدانة أو البراءة حسب المثبتات الشرعية التي للمحكمة واسع النظر في تقديرها.
2- حول تقرير لجنة حقوق الإنسان
يبدو أن الكثيرين لم يستوعبوا محتوى تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، الهدف الأساسي من تقرير هذه اللجنة أن تذكر تآزر و “طرنيشتها” فهذه سانحة للإشادة بجهود الحكومة في مجال محاربة الفقر و الهشاشة..
أما مضمون التقرير فقد جاء مهلهلا فقال إنه توصل إلى قرائن قوية على وجود حالة استعباد، و سنبين هناته من خلال بيان مفهوم القرينة(-) و عناصرها مع إسقاطها على الوقائع(-).
– مفهوم القرينة
القرينة لا ترقى إلى مستوى الدليل،فهي دليل غير مباشر من خلال استنتاج مجهول من علوم أو استنتاج واقعة لا دليل عليها من واقعة قام الدليل عليها.
– عناصر القرينة و إنزالها على الواقعة
القرينة غير الثابتة التي لم يقم عليها الدليل – حسب تقرير اللجنة- هي استعباد مريم بنت الشيباني. لكن هذا الدليل غير الثابت يستنتج من واقعة أخرى ثابتة و هو عدم وجود بطاقة تعريف المعنية معها.
و في النهاية جاءت اللجنة ب”أحمار” على حد قول أهل “السيگ” و هي أن المستعبَدَ حقا، و الذي لا يتمتع بحريته هي بطاقة التعريف!
و قد اعترفت شيخنا بنت ديدي ابنت مريم الشيباني أنها هي من كانت تحتفظ ببطاقة تعريف أمها و شهد على ذلك والدها بعد أدائه اليمين القانونية.
و حتى لو افترضنا جدلا أن ثمة من يحتجز بطاقة تعريفك فبإمكانك المطالبة باسترجاعها دون أن يكون ذلك استعبادا!!
* امعمر محمد سالم