صباح اليوم كتبت استقالة من إدارة قطاع الأخبار بقناة الوطنية ، ووضعت نسخة منها على مكتب المدير العام للقناة ، ونشرت نسخة منها في المجموعة الخاصة بالقناة ، وبعد نصف ساعة من هذا النشر اتصل بي المدير الإداري والمالي بالقناة فكال لي الاتهامات وأقذع في هجائي فشكرته على كل ذلك وانقطع الاتصال ...
حادثة اتصال وهجاء غير مبرر ولا مفهوم ولا أرالي بعده لي مكانا في قناة قضيت فيها تجربة أعتز بها ، وعليه فإنني أعلن استقالتي أيضا من قناة الوطنية بعد استقالتي صباح اليوم من إدارة قطاع الأخبار بها ...وأرجو لها مزيد التقدم والازدهار ....
وإليكم الاستقالة الأولى التي أثارت غضب المدير الإداري فقد كفتني مؤونة كتابة استقالة جديدة :
استقالة
السيد المدير العام لقناة الوطنية المحترم
السادة الزملاء من الصحفيين والفنيين
تذكرون جيدا أنني قبلت قبل أكثر من ثلاثة أشهر عرض المدير العام للقناة علي إدارة قطاع الأخبار بعد ما منحني ثقته وشرفني بأن أكون واحدا من من مروا بهذه القاعة قناديل نور بهم يهتدى .
وعلى طول هذه الفترة ورغم العوائق العرضية حاولت أن أسدي النصح دون مجاملة ، وأن أعمل بروح الفريق معكم ، وأن أسعى إلى الإصلاح ما استطعت ، بعدما أقسمت أول مرة أنني ما "جئت لأفسد في الأرض وما كنت من السارقين " .
إلا أنني وبعد هذه الأشهر التي ؛ سأترك لكم وللتاريخ الحكم عليها ، وجدت نفسي في غرفة لصناعة الأعداء للأسف لا لإنتاج الأخبار ، وصدق في المثل "من غربل الناس نخلوه " ، وأدركت أن ملاحظاتي في أغلب الأحيان تفهم على غير ما أردت لها ، ويرى فيها كثيرون غضا من شأنهم ، وإبطاء بهم بعد ما أسرعت بهم أعمالهم وأشياء أخرى ...
ومع أني لا أدعي لنفسي ولا لمن سايروني العصمة من الوقوع في أخطاء لا يسلم منها العمل البشري، لكنني أدعي أنني كنت أمتلك الإرادة الصادقة والرؤية الواضحة لمحاولة تجنب الخطأ، وتصحيحه ومعالجته إذا ما وقع ، كما كنت أحلم بأن أجعل من غرفة الأخبارفي القناة واحدة من الغرف الإخبارية الرائدة في البلد ، ومقابل ذلك عقدت العزم على أن أعمل بجد، وسعيت إلى أن "أوقد شموعا بدل ممارسة هواية لعن الظلام " .
اليوم وبعد ما انحرف مسار الأحداث كل هذه الانحراف ، وأدرك استحالة تحقيق حلمي في النهوض بالقطاع في ظروف كهذه أعلن لكم جميعا أن كسب قلوبكم أحب إلي من كل شيء وأنني أتمنى لكم الخير جميعا ، ولا أريد للقب طارئ أن يحرمني من الاستمتاع بنضارة وجوهكم ولذلك أعلن استقالتي من إدارة الأخبار بقناة الوطنية ، متمنيا لها مزيدا من الازدهار .
السيد المدير
السادة الزملاء
أريد في هذه المناسبة أن أتوجه بكلمات شكر إليكم جميعا وإلى كل الذين حملوا همومكم وسعوا إلى الرفع من شأن قطاعكم وقناتكم منذ إنشائها وإلى اليوم .
وإلى كل الذين عملوا معي بإخلاص طيلة الأشهر الثلاثة الماضية من أجل تحقيق حلم الغرفة الإخبارية الرائدة ...وأقول لهم: إن جهودكم غير ضائعة ..."فلن يضيع الأجر بين الله والناس " .
شكرا لكم أيها المدير مرة أخرى لأنكم منحتموني ثقتكم ، ولست أملك اليوم ما أكافئ به هذه الثقة إلا أن أساعد في تطور هذه القناة وهذا القطاع بصفة خاصة كواحد من جنوده الأوفياء ، بعد ما تنازلت عن إدارته لأتيح الفرصة لمن هو أكثر مني كفاءة وقدرة على تحمل اللكمات .
لكل زملائي الذين مارسوا حقهم الطبيعي في الاختلاف مع أو دون إدراك واجبهم ، وتحملوا أو لم يتحملوا مسئوليتهم في الائتلاف من أجل إنقاذ التجربة واستمراريتها ، أتوجه أيضا بشكر مستحق مصحوب بدعوة إلى التعاون بصدق لصيانة المكاسب وللمضي قدما في نهضة قطاعهم بالتضحية ونكران الذات والعمل الصالح والتسامح واحترام الآخر، لا بالتدابر والتناحر ولا بالسب والثلب ولا بالتنابز بالألقاب.
وإلى الذين حملتهم ملاحظاتي الصريحة ربما أكثر من اللازم أن يظنوا بي السوء ، أو يحسبوا أنني أحول بينهم وبين حظوظهم السعيدة ، وحملهم كل ذلك على النيل مني شخصيا ، فوجهوا إلي سهام الاتهام، بدون بينة ولا برهان، وبالغوا في تحميلي أوزارا أنا منها براء ، وإن كنت "لا أبرئ نفسي " ... إلى هؤلاء أتوجه فأقول: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. وثقوا أنني سأخرج كما دخلت، سليم القلب، لا أضمر حقدا لأي منكم ،وأدين بدين القائل :
وليس كريم القوم من يحمل الحقدا ...
وفي الختام أعلن استقالتي من إدارة قطاع الأخبار بقناة الوطنية رغم استعدادي أن أقدم مساهمتي المتواضعة في كل ما من شأنه أن يفتح له مزيدا من آفاق التقدم والازدهار .
والله من وراء القصد وعليه توكلت وهو أرحم الراحمين
عبد المجيد ولد إبراهيم
نواكشوط 12/ 08/ 2015م