تفشى منذ أواخر 2019 فيروس سبّب ارتباكا عالميا بسبب أعراضه الشبيهة بأعراض فيروسات أخرى، وهو "نوروفيروس" (Norovirus) الذي زادت حالات الإصابة به مؤخرا.
وتقول الكاتبة آي بيكي شاهين، في تقرير نشرته صحيفة "صباح التركية" (sabah)، إن أعراض هذا الفيروس المعروف باسم "إنفلونزا المعدة" تشمل فقدان حاسة التذوق والشم إلى جانب السعال والحمى، وهي شبيهة إلى حد كبير بأعراض كوفيد-19.
ومن بين الأعراض الأخرى لهذا الفيروس الإسهالُ والغثيان والقيء، وتشير التقارير إلى أنه فيروس معد ويستهدف جميع الفئات العمرية، وحسب بعض التقديرات، من المحتمل أن يتفشى وباء جديد في أي وقت من السنة، لهذا السبب من المهم جدا معرفة كيفية الوقاية من هذا الفيروس، وما يجب فعله في حالة الإصابة بالعدوى.
وتستعرض الكاتبة مجموعة من التوصيات التي قدمها الدكتور أيتاش كاراداغ بشأن كيفية الوقاية من نوروفيروس.
بين نوروفيروس والفيروسات الأخرى
تكون الإصابة ببعض الفيروسات أكثر شيوعا بين الأطفال، في حين أن البعض الآخر أكثر حدة لدى البالغين، يصيب نوروفيروس الأطفال والبالغين على حد سواء من جميع الفئات العمرية، ويمكن الخلط بينه وبين أمراض أخرى لتشابه الأعراض، وتكثر الإصابة بفيروسات مثل الإنفلونزا خلال الشتاء على عكس نوروفيروس.
ما أعراض نوروفيروس؟
يعد الإسهال من أبرز الأعراض التي يعاني منها المصابون بهذا الفيروس، لهذا السبب يُعرف على نطاق واسع باسم "إنفلونزا المعدة". وعادة ما يكون 20% من البالغين الذين يذهبون إلى الطبيب بسبب الإسهال مصابين في الواقع بنوروفيروس، كما أن ما بين 60% و95% من حالات الإسهال الفيروسي يكون سببها نوروفيروس.
وتشمل أعراض الفيروس:
• الإسهال
• الغثيان
• التقيؤ
• ألم في المعدة
• إرهاق
• صداع
• آلام العظام
• حمى طفيفة
كم يعيش الفيروس على الأسطح؟ وكيف تنتقل العدوى؟
ينتقل هذا الفيروس عن طريق الأطعمة، وهو يتميز بقدرته العالية على مقاومة الحرارة، ويمكنه أيضا الانتقال عن طريق الماء لأنه مقاوم للكلور، وتحدث أكثر حالات العدوى عن طريق الفم والبراز، وينتقل الفيروس أيضا عن طريق الاتصال بشخص مريض.
يبقى الفيروس حيا على السطح لمدة 3 إلى 4 أسابيع خاصة في الأماكن المزدحمة مثل المستشفيات والمهاجع ودور الحضانة ودور رعاية المسنين والسجون والمعسكرات والسفن، ويمكن أن ينتقل أيضا من مياه الينابيع والصرف الصحي، وهي عوامل تجعله مؤهلا لأن يكون وباء، وقد يظهر الفيروس في البراز بعد 28 يوما من الإصابة به.
هل أعراض الفيروس مشابهة لكوفيد-19؟ وكيف يمكن تمييزه؟
إن العديد من أعراض هذا الفيروس شبيهة بكوفيد-19، لكن أعراضه تكون أخف من حيث فقدان التذوق والشم والسعال والحمى، بينما تكون أشد من ناحية الإسهال والغثيان وآلام البطن.
كيف نحمي أنفسنا من العدوى؟
توخي الحذر من أطعمة معينة مثل بلح البحر والمحار والخضروات الطازجة والفواكه غير المغسولة جيدا، وذلك لارتفاع خطر الإصابة عن طريقها.
• نقع الخضار والفواكه في ماء مع خل أو المياه الغازية
• تفضيل الأطعمة المعلبة، والابتعاد عن الأطعمة ذات العبوات التالفة.
• استهلاك المياه المعبأة والمغلفة.
• تسخين الطعام جيدا نظرا لمقاومة الفيروس للحرارة.
• غسل العاملين أيديهم بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض وقبل بدء العمل خاصة لمن يعملون في قطاع الأغذية، وعدم السماح بعودة الموظفين المرضى إلى العمل قبل شفائهم تماما.
• تطبيق شروط النظافة الصارمة في مطابخ المطاعم، ويجب على العاملين فيها استخدام القفازات والأقنعة.
• تنظيف الأسطح الملوثة بالمطهرات مثل مواد التبييض التي تحتوي على محلول هيبوكلوريت الصوديوم بنسبة 10%، واستخدام القفازات وأقنعة الوجه أثناء عملية التعقيم.
• غسل أغطية الأسرة الملوثة في درجة حرارة عالية تصل إلى 70 درجة مئوية على الأقل، مع منظفات تحتوي على مواد مبيضة، والانتباه إلى نظافة الطاولات والكراسي والحنفيات ومقابض الأبواب والمرحاض والحمام.
• تطبيق الحجر الصحي وعمليات التعقيم في البيئات الداخلية مثل المستشفيات والمهاجع ودور رعاية المسنين والمخيمات والسفن التي سجل فيها ازدياد في نسبة العدوى، وحظر الدخول إليها إذا لزم الأمر.
• على المرضى ملازمة المنزل وعدم الاختلاط بالآخرين.
• تطهير المراحيض في المستشفيات والمدارس التي يكثر فيها انتشار الفيروس، وتنظيف الأسطح الملوثة بقيء وبراز المرضى.
من هم الأشخاص الأكثر تضررا من الفيروس؟
يصيب الفيروس جميع الفئات العمرية دون استثناء، ويظهر بشكل متكرر لدى الرضع الذين يعانون من ضعف المناعة، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والنساء الحوامل، وأولئك الذين يعانون من أمراض معوية.
ما الأمور التي يجب القيام بها بعد الإصابة بالعدوى؟
من غير الضروري استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، فعادة ما يموت الفيروس ويختفي تلقائيا، في المقابل ينصح باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة أو الأدوية التي تقلل من الغثيان وآلام البطن بوصفة من طبيب مختص، وينبغي تجنب الأطعمة الدهنية لأنها تسبب الغثيان، وشرب كميات كبيرة من المياه، والحصول على الراحة الكافية.
هل تتزايد حالات نوروفيروس وتنخفض في فترات معينة؟
تكثر حالات الإصابة بهذا الفيروس في فصل الشتاء، ويمكن رؤية بعض الحالات في مواسم أخرى، في هذه الحالة، قد يتم الخلط بينه وبين الإنفلونزا التي يمكن أن تسبب بدورها آلاما في البطن والغثيان والقيء خاصة لدى الأطفال.
كيف يتفاعل جهاز المناعة مع هذا الفيروس؟
ينتج جهاز المناعة الأجسام المضادة عند دخول الفيروس للجسم، وتعمل هذه الأجسام المضادة على محاربة الفيروس، ويمكنها هزيمته دون أي دواء، لكن زيادة إنتاج الأجسام المضادة قد يتسبب في تلف الأنسجة، مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
كيف يمكن تقوية جهاز المناعة لمقاومة هذا الفيروس؟
يوصى باستهلاك الخضار والفواكه الموسمية الغنية بالفيتامين "سي" (C)، والحصول على قسط كاف من النوم لزيادة هرمون الميلاتونين الذي يزيد من المناعة، وعدم إرهاق أنفسنا حتى لا يفرز الجسم هرمون الكورتيزول المرتبط بالإجهاد والذي يعمل على إضعاف مناعتنا.
وكالات