عند دخولك قرية معطى مولانا ( المدينة التربوية) الهادئة يلفت انتباهك انبعاث أصوات تجويد للقرآن الكريم تعلو كلما اقتربت منها.
بفكر و رؤية مؤسس القرية محمد المشري تسير القافلة بقيادة المربي المحبوب الشيخ الحاج المشري مؤكدة أن
أي تذوق راقٍ واستنشاق لنسائم اللطف الإلهي واستشعار وتلقٍ للفيوضات الربانية ، وأي تحرر من سجن الماديات ورق للنفس وارتقاء إلى عالم الروح ،
يتجلى في قراءة و حفظ القرآن و تدبر مضامنيه .
بإعتباره الكهف الذي يلوذ به الخائف من سباع النفوس الأمارة و الواحة التي ينهل منها الضامي إلى ري الحقيقة و الصواب.
لا يقتصر حفظ القرآن بقرية معطى مولانا ( المدينة التربوية)على الرجال فقط بل من جميع الفئات العمرية رجالا و نساء ذكورا و إناثا.
و لصغار القرية نصيب في الحفظ ،فهم يبدعون في تجويد القرآن و ترتيله و حفظه عن ظهر قلب.
و لم يكن التقدم في السن حاجزا أمام عزم السيدة خديجة السالكة البالغة من العمر 72 و التي حفظت هذه السنة (1442-1443 هجرية)القرآن الكريم كاملا بجنب حفيدتها البالغة من العمر إحدى عشر سنة ضمن 160 حافظا و حافظة لكتاب الله .
يردد طلاب محاظر قرية معطى مولانا آيات الله بأصوات متناغمة و مخارج حروف صحيحة و مدروسة ،و يتنافسون و يتباهون بالحفظ مؤكدين أنها بحق قرية حفظة القرأن .