هددت مجموعة مسلحة تابعة لقبيلة "المقارحة"، التي ينحدر منها رئيس مخابرات القذافي السابق، عبدالله السنوسي بتفجير منظومة النهر الصناعي إن لم يفرج عن الأخير خلال ساعات، وقامت المجموعة بالفعل باقتحام محطة التحكم، ما دفع إدارة النهر بإيقاف ضخ المياه لجميع المدن والقرى في غرب البلاد وتعدادهم 2 مليون نسمة.
وظهرت ابنة السنوسي عبر إحدى القنوات تهدد الحكومة الليبية، وتطالب النائب العام بالإفراج فورا عن أبيها وإرساله للعلاج في الخارج، وإلا فسيستمر قطع المياه عبر قوات تابعة لقبيلتها "المقارحة" في الجنوب الليبي.
من جهته، أكد الناطق باسم جهاز النهر الصناعي في ليبيا، صلاح الساعدي، أن "إغلاق المنظومة قطع الإمداد المائي عن أكثر من مليونين نسمة في طرابلس، وبعد الفتح نحتاج إلى أكثر من 6 أيام لتوصيل المياه، مشيرا إلى أن كل الجهات المسؤولة لديها علم بذلك"، وفق تصريحاته لمنصة "فواصل" الليبية.
ولم تعلق الحكومة على الحادث حتى كتابة التقرير، وتواصلت "عربي21" مع المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية للتعليق على الحادث، لكنه لم يرد على التساؤلات.
وطرح الحادث تساؤلات حول عودة فلول نظام الرئيس الراجل معمر القذافي؟ ولم صمتت الحكومة عن الأمر حتى الآن، وكذلك حفتر الذي أعلن مرارا أنه يسيطر على الجنوب الليبي؟
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة عن الجنوب الليبي، عبدالقادر احويلي، أن "هدف هؤلاء القريب هو إطلاق سراح السنوسي، لكن الأمر يحمل دلالة أخرى، وهي عودة النظام السابق بقوة، خاصة في المنطقة الشرقية حيث يسيطر حفتر، وهو لم يغب عن المشهد، وكان موجودا داخل حكومة الوفاق، وزاد هذا التيار في حكومة الوحدة الوطنية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "صمت الحكومة حتى الآن وقولها إنها لا تريد العنف وتود حل المسألة اجتماعيا، حقيقة هذا ضعف في الحكومة، وستكون دائما عرضة للابتزاز، أما عن موقف حفتر فهو لا يستطيع معارضة من مهد له الطريق إلى الجنوب، وهي قبيلة المقارحة التي لها صلة قرابة مع قبيلة الفرجان التي ينتمي لها حفتر"، كما قال.