قاسية هي لحظة الموت؛ بل مرعبة ومفزعة.. لكن الفعل الحسن والذكر الجميل كثيرا ما كانا خير عزاء لأكثر المصابين صدمة وفجيعة..
فحين يفقد المرء أحد أعزاء قومه وخيرة أحبته ومعارفه.. عزيز بحجم ونوع وتميز شخصية متعددة الأبعاد لم يعرف أكثر الناس عنها غير ما يتراءى لهم من جبل جليد المروءة والشهامة والخلق الرفيع...
حين يكون المفقود من هذا الطراز، والفاجعة بهذا الحجم؛ فإنها لعمري لحظة صادمة، مؤلمة، وموغلة في القسوة على المحبين؛ لكن عزاءنا فيها هو أن فقيدنا محمد الامين ولد الحسين رحمه الله واسكنه فسيح جنانه كان من أهل الخير والإنفاق والفضل والمروءة وتلك صفات تخفف من هول وطأة المصاب.
لقد كان الفقيد محمد الامين ولد الحسين رحمه الله من نوادر الأفاضل والأماجد، رجلا عصاميا جلدا صلب القناة، ليس له خصوم أو خصومات؛ لكن له شمائل جمة ومناقب حميدة؛ حيث كان طلق الوجه، حلو المجالسة، نبيلا، كريما، عطوفا، مهابا، وقورا، متمدنا واثق الخطوِ، يحمل لواء الكبرياء وعلو الهمة، ذو فضائل ومكارم في صناعة المعروف والفعل الجميل، أشاب الهمّ مفرقه من أجل حياة كريمة ظل خلالها شامخا صلبا ثابتا منتصب القامة، عطوفا يحس بأدق أحاسيس الفقراء والمستضعفين ويخفف ما استطاع من معاناتهم.. جذوة عطاءاته في بذل الخير وصناعة المعروف لا تخمد، شديد الصراحة والوضوح، يملك جرأة نادرة في قول الحق ورفض الباطل، لا يجامل فيما يؤمن به ولا يتنازل عنه ولا يقبل المساومة فيه..
وبقدرما يشكل غيابه عن هذه الدنيا الفانية صدمة كبيرة وفاجعة أليمة؛ فإنه ترك فراغا يصعب ملؤه، وفجوة لا يمكن ردمها؛ حيث ظل فعل الخير والعمل من أجله هاجسا من أكبر هواجسه، وهما من أعظم همومه.. رحمه الله وأحسن مثواه، وبارك له في صبحه ومساه، وعشيته وضحاه..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
بقلم الصحفي : اعل ولد بكاي