كتبوا أنه لا يختلف إثنان في مدى الفساد والإفساد الذي تسبب فيه مدير الإذاعة الوطنية، كما لا يختلفان في تنوع ذلك الفساد واتساع دائرته..!
وأجمعوا على أن ما حققه من سبق وريادة في هذا المنحى جعله يتصدر قائمة المفسدين بامتياز، ويخطف الأضواء بشكل لافت، حتى أصبح شخصه وسيرته ملتقى للسمار، ومائدة حولها يجتمع كل الأجناس والأعمار وتثار على أطرافها كل "الأحاديث" وتروى كل "الطرر" ويستثار تالد الشعر وطريفه..!
قالوا لا شيء يغسل خطايا هذا الرجل، الذي شغل الجميع، وزَمَ أفكار الكل، حتى انقادت له شمُ الأنوف راغمة، وزاحمت لحى بعضها بعضا لتنال لديه حظوة أو تعود من ناره لأهلها بجذوة..!
لا شيء يمكن أن يخلص هذا الرجل من خطر جرأته وخطورة أفعاله التي تجاوزت كل الممكن والمتوقع، حتى جعلت كل حكم يصدر في حقه بمثابة تأيد لا تأديب أو تأنيب..!
ذكروني أن غسل العار في زمن العار عار وخطيئة، على محمد الشيخ أن يعتذر عنها..! وأن عليه أستصدار مذكرة عمل طابعها استعجالي وفوري، تقضي بإغلاق قناة المحظرة وتحريم الكراسي، وإحالة الثقافية إلى المتحف، وتخليص كل بقعة في الوطن من أصوات التأطير والتوجيه، وحلقات التدريس والتثقيف التي تسابق ذبذبات إذاعته، وترتسم في نفوس المهملين والمنهكين من أبناء هذا الشعب العجيب..!
عليه فقط كي يتجنب الاتهام ويفلت من العقاب أن يعيدنا سيرتنا الأولى جهلا وتخلفا وانقطاعا عن ذاتنا وتدابرا مع ثوابتنا، هويتنا وقيمنا، عليه لكي لايحترق بلهيب ألسنتنا أن يكف عن جديته ومثابرته وتفانيه وطموحه الخارق، وعطائه الزائد.. عليه أن يُسلم الوطن والمواطن والثقافة والفكر والعِلم والمعرفة لأعدائنا لأنهم أرحم منا به، ولأنهم على الأقل لن يسلبونا حق ممارستنا لعبثيتنا وصدودنا عن واجبنا..!
محمد الشيخ أخي تصالح مع نفسك، ودع لنا فسحة من خمول، وملاذا من كسل، وركن جهل إليه نأوي.. رجاءً كف عن ممارسة عيوبك فهي لا تتسق وطباعنا! خصوصا منها تلك المتعلقة بحب النهوض والرغبة في العطاء..
سيدي المدير؛ تفضلا ترفق بنا ففسادك المتقدم يعيق إصلاحنا المتأخر..!