من المتوقع خلال أيام قليلة أن يقوم وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بإقرار عقوبات ضد مسؤولين لبنانيين يرون أنهم يقوضون الديمقراطية في لبنان، وأيضا يلاحظ رفع واشنطن منسوب الضغط ضد أركان السلطة في لبنان بالرغم من التنسيقُ المستجدُّ والمكثّف بين الثلاثي (واشنطن- باريس- الرياض)، لإدارة الملف اللبناني، ومقاطعة التركيبة الجاثمة اليوم على صدر لبنان والتي تحظى بدعم إيران.
مطلع الأسبوع وفي مواجهة انسداد الأفق السياسي، تحرّك المجتمع الدولي للضغط على الطبقة السياسية، آملين أن يشكل ذلك أداة تجعل السلطات اللبنانية تدفع باتجاه تشكيل حكومة وتنفيذ إصلاحات أساسية، وإلا فإن لبنان سيتدمر ذاتيا.
في رأيي فإن هذا الأسبوع هو أسبوع نهاية المنازلة الكبرى التي بدأت بين المعسكرين: إيران وحلفائها حيث كانت وستكون ساحات الشرق الأوسط مفتوحة لها، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وسواها. وسيكون متاحاً لإسرائيل أن تدخل على خط النزاع حيث تشاء وتستطيع الاستثمار.. وبين المعسكر الذي تدعمه واشنطن وباريس من أجل عودة لبنان لحريته بعيدا عن سطوة ملالي طهران وبرغم كل شيء لا تريد واشنطن وباريس أن يرتهن ملف لبنان لمحادثات فيينا، ولا تريدان لهذا الملف أن يكون ورقة يتم التلاعب بها على طاولة الملفات هناك، خصوصا وسط أجواء فشل محتمل لهذه المفاوضات.
هنا في واشنطن توقف البعض عند بيان السفيرتين الفرنسية آن غريو والأميركية دورثي شيا، حيث اكتفيتا بالقول إن بلديهما إضافة إلى شركاء آخرين يعتمدون توجها مشتركا يطالب الطبقة السياسية بتشكيل "حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات"، وهنا يتمنى معظم اللبنانيين أن تستطيع أميركا وفرنسا إلغاء النفوذ الإيراني على لبنان.
وتدرك العاصمتان ضرورة تشكيل الحكومة والموقف الحاسم والحازم حيال "حزب الله"، أو في التوجّس من أي تحوّل في موقفها اللبناني في موسم الحوار مع طهران في محادثات فيينا.. ومهما يكن من حزن على بلدي لبنان لكن تبقى عودة الاهتمام الدولي الحقيقي الذي تعبّر عنه واشنطن وباريس تؤكد رواج الحديث عن قرب فرض عقوبات منسّقة بين أميركا والاتحاد الأوروبي، وهو أمل قد يشفي بعض ما يشعر به اللبنانيون تجاه هذه السلطة المجرمة في حال فرض تلك العقوبات بعد أن ثبت أن كل المشاريع الممكنة أو غير الممكنة التي يمكن أن يطرحها الخارج تراوح مكانها وتصطدم بتعنت منظومة الحكم مما يستحيل معه الوصول إلى حلول داخلية ولو مرحلية.
بل إن كثيرا من اللبنانيين -مسلمين ومسيحيين- باتوا يدعمون صراحة خططا تصل إلى حدّ تدخل دولي بإشراف الأمم المتحدة وفق ما اقترح تقرير لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي وليس ببعيد منا الاهتمام الفاتيكاني، الذي بات مشغولا بالوجود المسيحي في هذا البلد من خلال ايمان البطريركية المارونية بضرورة مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية وقبلهما الاقتصادية وأعبائها على المواطنين ولكن عبر السلطة الشرعية وعبر حكومة مكلفة .
نهاية يفترض أن يكون هذا الأسبوع مفصلياً فيما يتعلق بالقرار، الذي سيتخذه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لناحية المضي في محاولة تشكيل حكومة أو الاعتذار عن التكليف، على إيقاع حركة دولية متعددة الاتجاهات تحاول مواجهة اللحظات الأخيرة للتدهور الاقتصادي والمعيشي والإنساني والجوع والفقر ونقص الأدوية وغياب الكهرباء الذي يعيشه الشعب اللبناني والذي سببه الرئيسي إرهاب السلاح واحتكار زعماء الأحزاب التقليدية للسلطة ..فهل نقول نهاية الأسبوع.....رحم الله لبنان وشعبه المقهور ام هناك بارقة امل؟.